نيويورك تايمز: الضربات الإسرائيلية تُظهر ضعف محور المقاومة الإيراني في وقت حساس.

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، الأمريكية، أن إيران ضخت، لأكثر من أربعة عقود، مليارات الدولارات والأسلحة والعقول العسكرية في مشروع دفاعي ضخم هو بناء شبكة من الميليشيات المناهضة لإسرائيل في الشرق الأوسط، تُعرف باسم “محور المقاومة”، لتكون مستعدة للوقوف إلى جانب طهران في حال اندلاع حرب مع إسرائيل.
لكن سلسلة الضربات الإسرائيلية المدوية على إيران، والتي بدأت في الساعات الأولى من اليوم الجمعة، كشفت- حسبما قالت الصحيفة في سياق تعليقها على الأحداث- مدى تراجع هذا المحور خلال العام الماضي، إذ يرى خبراء أن تلك الجماعات المسلحة باتت غير قادرة فعليًا على الرد بمعنى حقيقي على الاعتداءات الإسرائيلية.
ورأت الصحيفة أن أوضح دليل على هذا التراجع تمثل في موقف حزب الله اللبناني، الذي يُعد أقوى وكلاء إيران، حيث اكتفى بإدانة الهجوم في بيان، من دون التوعد بأي رد عسكري، وهو ما يُعد تطورًا لافتًا من جماعة لطالما كانت الركيزة الأساسية للمحور.
وقال مهند حاج علي، الزميل البارز في مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت: “المحور لم يُدمر بالكامل، لكنه تراجع إلى درجة يصعب معها العودة إلى سابق قوته. لقد تحول إلى محور من الأهداف السهلة في انتظار الضربات الإسرائيلية، بدلًا من أن يبادر بالهجوم ويدفع إسرائيل إلى الدفاع، كما كان الحال قبل سنوات قليلة”.
وكانت إيران قد رعت هذه الشبكة من الجماعات المسلحة لتكون أدوات للهجوم على إسرائيل، ولتوفر لها حلفاء إقليميين يشكلون رادعًا ضد أي هجمات إسرائيلية مباشرة على إيران نفسها.
وأضافت “نيويورك تايمز” أنه بعد الهجمات القاتلة التي قادتها حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وما تلى ذلك من عدوان إسرائيلي مدمر على غزة، نفذت العديد من هذه الجماعات هجماتها الخاصة ضد إسرائيل. ولكن خلال العام ونصف العام اللذين تليا ذلك، شنت إسرائيل هجمات جريئة على تلك الميليشيات في لبنان وسوريا واليمن وإيران، وأصبح رد فعل المحور خجولًا بشكل متزايد.
ففي لبنان، يُعاني حزب الله من ضغوط شديدة بعد حربه التي استمرت 14 شهرًا مع إسرائيل، والتي قضت على كبار قادته ودمرت أجزاءً كبيرة من ترسانته وخلفت للبلاد فاتورةً بمليارات الدولارات لإعادة الإعمار. كما حفزت هزيمته الساحقة زخمًا سياسيًا ضده، ما أدى إلى تراجع قبضته الحديدية على السياسة اللبنانية، بعد أن ألقى العديد من اللبنانيين باللوم على حزب الله في جر البلاد إلى واحدة من أعنف حروبها وأكثرها تدميرًا. تعليقًا على ذلك، قال جوني منير، المحلل السياسي المقيم في بيروت، في تصريح خاص للصحيفة: “إلى جانب القيود العسكرية، فإن مكانة حزب الله السياسية متوترة أيضًا. في لبنان، تزايدت المعارضة لحزب الله، حتى إن الحلفاء السابقين لم يعودوا متحالفين معه”.