حنان رمسيس: الهجمات الإسرائيلية على إيران تتسبب في خسائر كبيرة للأسواق

حنان رمسيس: الهجمات الإسرائيلية على إيران تتسبب في خسائر كبيرة للأسواق

أكدت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، أن التوترات الجيوسياسية الأخيرة ألقت بظلالها الثقيلة على مؤشرات البورصات العربية والعالمية، مشيرة إلى أن المشهد العام يعكس حالة من القلق العميق لدى المستثمرين، خصوصًا في ظل تصعيد ميداني قد لا يتوقف عند يوم واحد فقط.

وأوضحت رمسيس أن التأثير السلبي بدأ بالظهور مبكرًا في جلسات الأمس، حيث سجل المؤشر السعودي تراجعًا تجاوز 2%، بينما انخفض المؤشر الإماراتي بنسبة 1%، قبل أن يستكمل اليوم موجة الهبوط، إذ تراجع مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 4%، فيما سجل مؤشر دبي تراجعًا حادًا بلغ 2%، ما عمّق من خسائر السوق وألقى بظلاله على باقي مؤشرات المنطقة التي كانت جميعها بالأمس في المنطقة الحمراء.

وفيما يتعلق بالبورصة المصرية، كشفت رمسيس أن السوق خسر الكثير من النقاط التي كان قد كسبها مؤخرًا، خاصة بعد الإعلان عن العودة لتطبيق ضريبة الدمغة، وإلغاء الإعفاء من ضريبة الأرباح الرأسمالية، وهو القرار الذي جاء في توقيت بالغ الحساسية وأثر سلبًا على نفسية المتعاملين وثقة المستثمرين، وأضافت أن السوق المصري – رغم عدم كونه مفتوحًا اليوم – تأثر بشكل ملحوظ في جلسة أمس وكان في المنطقة الحمراء أيضًا.

وشددت رمسيس على أن انعكاسات الوضع الإقليمي لا تقتصر على الأسواق فقط، بل تمتد لتشمل حركة سلاسل الإمداد، والنقل، والطاقة، وهو ما قد يؤثر بدوره على قطاعات أساسية داخل البورصة، مثل الأسمدة، الأسمنت، والخدمات اللوجستية، خاصة مع تكرار التهديدات التي تمس الملاحة في البحر الأحمر منذ أزمة الحُوثيين، والتي أثرت سابقًا على أسهم قطاع النقل.

كما نبهت إلى احتمال دخول قطاع الطيران بدوره في دائرة التأثر السلبي، ليس فقط في البورصة المصرية، بل في كافة الأسواق العربية، حيث تتزايد المخاوف من اتساع نطاق الاضطرابات واستمرارها لأيام، وربما لأسابيع.

وفيما يخص تحركات المستثمرين، أشارت رمسيس إلى أن بعض الأفراد قد يرون في هذه الأوضاع فرصة استثمارية واعدة، استنادًا إلى القاعدة الاقتصادية التي تقول إن “الثروات تُصنع في الأزمات”، إلا أن هذا يظل مقصورًا على المتعاملين الأكثر جرأة، في وقت تتراجع فيه شهية المخاطرة عمومًا.

 في المقابل، تتجه المؤسسات المالية حاليًا إلى البيع المكثف، وهو ما ظهر بوضوح في تعاملات جلسة أمس، حيث كانت المؤسسات هي المحرك الأكبر لموجات البيع.

أما على صعيد المستثمرين الأجانب، فتوقعت رمسيس أن يشهد السوق تراجعًا ملحوظًا في معدلات دخول الأجانب، مع تحولهم إلى صافي مبيعات، ما يزيد من ضغوط البيع في سوق يتأثر أصلًا بقرارات ضريبية وسياسية غير متوقعة.

ورأت رمسيس أن الأسواق الأوروبية قد تلحق بالركب قريبًا إذا استمر التصعيد، بينما تظل الأسواق الأمريكية بمنأى نسبيًا عن هذه التبعات، كونها أحد المستفيدين من استمرار التوتر من خلال صناعات السلاح والطاقة. لكنها حذّرت من أن سلاسل الإمداد العالمية لن تبقى بمعزل، وإذا استمر اختناق النقل البحري، فإن قطاعات كبرى حول العالم ستتأثر، خصوصًا في ما يخص الإمدادات المرتبطة بالطاقة والمواد الخام.

واختتمت خبيرة أسواق المال تصريحاتها بالتأكيد على أن المرحلة القادمة ستظل مرهونة بتطورات الأوضاع الجيوسياسية، مشيرة إلى أن الأسواق قد تظل في حالة هبوط مدوٍ ما لم يتم التوصل إلى تهدئة حقيقية ومستقرة. واعتبرت أن أي صعود مرتقب سيكون مؤقتًا ما لم تتوفر ضمانات لاستمرار الاستقرار، لأن المنطقة – بحسب تعبيرها – تعيش “أيامًا لا تهدأ… وإن هدأت أسبوعًا، اشتعلت في الذي يليه”.