“بي بي سي”: العدد القياسي للهجمات بالطائرات المسيّرة يُظهر تحولاً خطيراً في الصراع بين روسيا وأوكرانيا

“بي بي سي”: العدد القياسي للهجمات بالطائرات المسيّرة يُظهر تحولاً خطيراً في الصراع بين روسيا وأوكرانيا

تتزايد الهجمات الروسية واسعة النطاق بطائرات بدون طيار (مسيرات) على المدن الأوكرانية. ورغم أن القصف الروسي الذي وقع ليلة الإثنين الماضي لم يحطم الأرقام القياسية، إلا أنه كان نموذجيا للتحول الخطير في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بحسب ما ذكرت “بي بي سي”.

لعدة ساعات بعد منتصف الليل، حلقت مسيرات روسية بلا انقطاع فوق العاصمة الأوكرانية كييف. وبدا الأمر كما لو أنها كانت قادمة من كل اتجاه تقريبا، حيث تصاعدت النار من وحدات الدفاع الجوي المتمركزة حول المدينة.

قد تشير الانفجارات الصاخبة إلى اعتراض ناجح للمسيرات، أو وصولها إلى هدفها. 

وتستخدم كلمة “هائلة” بشكل روتيني في البيانات الرسمية.

ولكن نظرة سريعة على الإحصاءات تحكي قصة لا لبس فيها: فبعيدا عن الخطوط الأمامية، تتعرض أوكرانيا للقصف الأكثر استدامة منذ المراحل الأولى من الحرب الروسية الأوكرانية، مع زيادة حادة في عدد الهجمات بالمسيرات، وفقا لـ”بي بي سي”.

وفي الأشهر الثلاثة التي سبقت أغسطس من العام الماضي، شنت روسيا حوالي 1100 هجوم بالمسيرات، وفقا لتقرير صادر عن هيئة الأركان العامة الأوكرانية.

وتبع ذلك ارتفاع حاد في الهجمات الروسية بالمسيرات، حيث تم تسجيل 818 هجوما في أغسطس، و1410 في سبتمبر، وأكثر من 2000 في أكتوبر.

لكن عدد الهجمات في ارتفاع مستمر. في مايو، شنت روسيا أكثر من 4000 هجوم بالمسيرات لأول مرة. ومن المرجح أن يصل عدد الهجمات بالمسيرات هذا الشهر إلي رقم قياسي جديد.

ومنذ بداية يونيو، أطلقت روسيا متوسط 256 قذيفة كل 24 ساعة، وفقا للأرقام التي جمعتها القوات الجوية الأوكرانية.

ونفذت المسيرات الغالبية العظمى من هذه الهجمات، حيث استخدمت روسيا مسيرات من طراز “شاهد” الإيرانية الصنع والعديد من الأفخاخ الخداعية المصممة لإرباك أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.

وبدأت روسيا للمرة الأولى في استخدام مسيرات “شاهد” في أواخر عام 2022.

ولكن بحلول الصيف التالي، أصبحت تنتج نسختها الخاصة من المسيرات، المعروفة باسم “جيران”، في منطقة اقتصادية خاصة في ييلابوجا، في تتارستان الروسية.

وقال أرتيم دهتيارينكو، المتحدث باسم جهاز الأمن الأوكراني، في تصريحات نشرتها “بي بي سي”، إنه تم إنتاج 25 ألف مسيرة هناك، بالإضافة إلى 20 ألف مسيرة أخرى تم تجميعها من مكونات إيرانية تم توريدها مسبقا.

وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات، إنه تم رصد خلال القصف الروسي الذي وقع ليلة الإثنين الماضي، استخدام 250 مسيرة في الهجوم.

وأضاف، في تصريحات لوكالة أنباء “آر بي سي” الأوكرانية، إن معظم المسيرات كانت تستهدف كييف.

كما تم إطلاق سبعة صواريخ باليستية وصواريخ كروز على العاصمة الأوكرانية. وهذا يعني ليلة أخرى بلا نوم بالنسبة لسكان كييف الذين عانوا طويلا.

وقالت كاتيا، إحدى سكان كييف، في تصريحات لـ”بي بي سي”: “لقد أصبح الأمر أكثر حدة. الآن أصبح الأمر أصعب”.

ولا يقتصر الأمر على شدة الضربات فقط. وبعد مئات الليالي المماثلة، يستطيع المواطنون في كييف أن يشعروا بالتحولات الدقيقة في التكنولوجيا مع قيام روسيا بتطوير قدراتها.

وقالت كاتيا: “هناك المزيد من المسيرات ذات الصوت المختلف قليلا عن ذي قبل”.

وأوضح دهتيارينكو إن روسيا تجري تعديلات مستمرة.

وقال: “تم تكليف المهندسين الروس بزيادة قوة المسيرات التدميرية من أجل زيادة حجم الدمار والخسائر في صفوف المدنيين”.

وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، تبذل الجهود لجعل مسيرات جيران أقل عرضة للاستهداف من قبل الدفاعات الجوية الأوكرانية.”

وكانت المباني السكنية والمكاتب من بين المواقع التي تعرضت للقصف يوم الإثنين الماضي. وتتجنب كييف عموما القول ما إذا كان قد حدث ضرر لأي شيء يمكن اعتباره هدفا عسكريا، بحسب “بي بي سي”.

لكن بيانا صادرا عن وزارة الثقافة الأوكرانية قال إنه للمرة الأولى، شعرت كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف بالتأثير من الهجمات الروسية.

وتعد كنيسة القديسة صوفيا أحد مواقع التراث العالمي المعترف بها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وواحدة من أهم المعالم الثقافية والدينية في أوكرانيا.

وقالت الوزارة في بيان: “ومع ذلك، فإن أي تأثير اهتزازي ناجم عن الانفجارات يشكل تهديدا خطيرا لسلامة هيكل المبني”.