تصاعد التوترات.. القصف الإسرائيلي يتجدد على إيران وسقوط قتلى في تبريز

شهدت العاصمة الإيرانية طهران ومدينة قم، ذات الأهمية الدينية والاستراتيجية، في الساعات الأخيرة من مساء اليوم الجمعة، سلسلة من الانفجارات العنيفة، وذلك بالتزامن مع ورود تقارير متواترة عن هجمات جوية إسرائيلية جديدة استهدفت مواقع عسكرية إيرانية حيوية، بما في ذلك قواعد للدفاع الجوي ومنشآت حساسة أخرى.
وأفادت مصادر محلية إيرانية بسماع دوي انفجار قوي هز محيط مدينة باكدشت، الواقعة في المنطقة الجنوبية الشرقية من محافظة طهران.
وأشارت بعض التقارير غير المؤكدة إلى أن الصوت القوي الذي سمع قد يكون ناتجًا عن استهداف منطقة “بارجين” العسكرية الحساسة، وهي منطقة معروفة باحتوائها على منشآت عسكرية وصناعية هامة تابعة للبرنامج الدفاعي الإيراني.
وتأتي هذه الأنباء المقلقة وسط أجواء أمنية مشحونة وتوتر متصاعد يسود عموم البلاد، وذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات الاسرائيلية، والتي رفعت منسوب القلق من اندلاع مواجهة عسكرية أوسع نطاقًا.
وأفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات قوية في مناطق متفرقة من العاصمة طهران، من بينها منطقة چيتغر الواقعة في غربي العاصمة.
كما أكدت مصادر في قاعدة القوة الجوية الإيرانية المتمركزة في منطقة بيروزي بطهران سماع أصوات الانفجارات بوضوح.
ضحايا في تبريز
أعلن مدير دائرة الأزمات في مدينة تبريز، الواقعة في شمال غربي إيران، عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة اثني عشر آخرين جراء الضربات الإسرائيلية التي استهدفت المدينة اليوم الجمعة، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة أنباء “إيسنا” الإيرانية.
وفي مدينة قم، أعلن الجيش الإيراني أن وحدات الدفاع الجوي التابعة له قد دخلت في اشتباك مباشر مع أهداف جوية وصفتها بأنها “معادية”، وجاء هذا الاشتباك إثر رصد هجوم جوي إسرائيلي على الأجواء العامة لمدينة قم.
وأشار بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني إلى أن “المنظومات الدفاعية قد تعاملت بنجاح مع المقذوفات القادمة”. وفي غضون ذلك، أفاد شهود عيان في مدينة قم برؤية أعمدة من الدخان تتصاعد من ثلاثة مواقع على الأقل تقع بالقرب من قواعد الدفاع الجوي في المدينة.
وتظهر مشاهد مصورة تم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي أعمدة من الدخان الكثيف وهي تتصاعد من أطراف مدينة قم، وسط أنباء غير مؤكدة عن وقوع خسائر مادية لم يتم الإعلان عن تفاصيلها حتى اللحظة.
وتعكس هذه التطورات المتسارعة والخطيرة تصعيدًا كبيرًا في المواجهة بين إيران وإسرائيل، وتثير مخاوف جدية من انزلاق المنطقة إلى دوامة عنف أوسع.
ويبقى العالم يترقب بحذر شديد ردود الفعل الرسمية من طهران وتل أبيب، وما قد يترتب على هذه الهجمات من تداعيات على الأمن والاستقرار الإقليمي.