تطور جديد في العلاقات بين الفاتيكان والصين

في خطوة وُصفت بأنها تحول مهم في العلاقة بين الفاتيكان والصين، قام البابا لاون الرابع عشر بتعيين المونسنيور جوزيف لين يونتوان أسقفًا معاونًا لأبرشية فوزو، وهو تعيين وافق عليه النظام الصيني، في سابقة لافتة بالعلاقات الثنائية.
من الكنيسة السرية إلى منبر رسمي
ينتمي الأسقف المعين إلى ما يُعرف بـ”الكنيسة السرية”، وهي شبكة من الكاثوليك الذين يمارسون شعائرهم بعيدًا عن رقابة الحكومة الصينية، ويرفضون الاعتراف بـ”رابطة الكنيسة الكاثوليكية الوطنية الصينية” المدعومة من الحزب الشيوعي.
خلال الثمانينات، تم اعتقال لين جياشان، أحد كبار شخصيات الكنيسة السرية، وأُرسل إلى معسكرات العمل القسري بسبب ولائه الكامل للبابا ورفضه الخضوع لسلطة الحكومة.
الكنيسة السرية مقابل الكنيسة الرسمية
تتكون الكنيسة السرية من كاثوليك مخلصين للفاتيكان ويعملون في الخفاء بسبب الاضطهاد، بينما تُعد الرابطة الكاثوليكية الرسمية في الصين هي الكنيسة الوحيدة المعترف بها من قبل الحكومة، وتُدار بتوجيه من الحزب الشيوعي، حيث تُكيف العقيدة الكاثوليكية لتتوافق مع الاشتراكية والثقافة الصينية.
في الكنيسة الرسمية، غالبًا ما يتم تعيين الأساقفة من قبل الحكومة الصينية دون الرجوع إلى البابا، ما شكل خلافًا طويل الأمد بين الطرفين.
اتفاق تاريخي عام 2018
في محاولة لرأب الصدع، توصّل الفاتيكان والحكومة الصينية في عام 2018 إلى اتفاق يُتيح للطرفين التعاون في تعيين الأساقفة، حيث تقترح بكين أسماء المرشحين لكن البابا يحتفظ بحق القرار النهائي، في خطوة وُصفت بأنها توازن بين السيادة الصينية والسلطة الروحية للفاتيكان.
تعيين استثنائي يُنعش الآمال
تعيين المونسنيور جوزيف لين يونتوان من قِبل البابا مباشرة، وليس باقتراح من الحكومة كما كان يجري سابقًا، يمثل سابقة وخطوة جديدة نحو توحيد الكنيسة في الصين.
ويأمل مراقبون أن يكون هذا التعيين مقدمة لمزيد من الانفتاح والتقارب بين الكنيسة السرية والحكومة الصينية، بعد سنوات من التوتر والانقسام.
هل تحقق المصالحة؟
رغم الترحيب بهذه الخطوة، يبقى هناك تحفظات قوية من جانب الكاثوليك السريين، الذين يعتبرون أي تعاون مع الحكومة بمثابة خيانة لتضحيات آلاف الكاثوليك المضطهدين عبر العقود.