الزراعة تستكشف فرص استثمار جديدة في إفريقيا.. خبراء يؤكدون: مستقبل القارة مشرق.. ومصر مؤهلة لتكون مركزاً إقليمياً لتصدير التكنولوجيا الزراعية

الزراعة تستكشف فرص استثمار جديدة في إفريقيا.. خبراء يؤكدون: مستقبل القارة مشرق.. ومصر مؤهلة لتكون مركزاً إقليمياً لتصدير التكنولوجيا الزراعية

الزراعة تبحث زيادة فرص الاستثمار بالدول الإفريقية.. خبراء: إفريقيا تمثل مستقبلًا واعدًا للزراعة المصرية إذا استُثمرت إمكاناتها بشكل متكامل.. مصر مؤهلة لتكون قاعدة إقليمية لتصدير التكنولوجيا الزراعية إلى إفريقيا.

في إطار توجه الدولة نحو تعزيز الشراكات الإفريقية وتوسيع نطاق التعاون في القطاعات الاستراتيجية، تأتي الزراعة على رأس الأولويات لما تمثله من ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي المشترك وفي هذا السياق، تسعى مصر إلى توطيد علاقاتها مع دول القارة السمراء من خلال فتح آفاق جديدة للاستثمار الزراعي المشترك، بما يعكس رؤية الدولة في الاستفادة من الموارد المتاحة وتفعيل دور القطاع الخاص في دعم خطط التوسع الخارجي ومن هنا جاء اجتماع وزير الزراعة مع عدد من القيادات البرلمانية والخبراء والمستثمرين لبحث آليات تنفيذ هذا التوجه ووضع نموذج عملي للتعاون الزراعي مع الدول الإفريقية.

حيث عقد وزير الزراعة علاء فاروق اجتماعًا موسعًا مع عدد من مسؤولي اللجان البرلمانية والمستثمرين والخبراء بوزارة الزراعة، لبحث تعزيز التعاون الزراعي مع الدول الإفريقية.

أكد الوزير أهمية تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي بدعم الشراكات الإفريقية خاصة في المجالات الزراعية، مشيرًا إلى أن الدول الإفريقية تمتلك إمكانيات واعدة تؤهلها لجذب الاستثمارات الزراعية المصرية.

ناقش الاجتماع إعداد نموذج استثماري يمكن تكراره في عدة دول، مع الأخذ في الاعتبار عناصر مثل الاستقرار السياسي وتوافر المياه والأراضي وتم الاتفاق على إعداد دراسة تفصيلية حول أولويات الاستثمار والدول المستهدفة، ودعوة القطاع الخاص والبنوك للمشاركة في مشروعات زراعية مشتركة.

كما أوصى الاجتماع بتشكيل لجنة دائمة تضم ممثلين من البرلمان والوزارة والقطاع الخاص، لمتابعة الفرص الاستثمارية الزراعية في إفريقيا.

فرص هائلة ولكن تحتاج إلى تخطيط دقيق

وفي هذا السياق يقول الدكتور طارق محمود أستاذ بمركز البحوث الزراعية، تواصل مصر جهودها لتعزيز علاقاتها الزراعية مع الدول الأفريقية، من خلال التوسع في فرص الاستثمار المشترك، والاستفادة من الموارد الطبيعية غير المستغلة في عدد من دول القارة حيث يؤكد محمود أن أفريقيا تمثل مستقبلًا واعدًا للزراعة المصرية، إذا ما تم استثمار الإمكانيات المتاحة وفق رؤية متكاملة وتنسيق فعّال بين الجهات المعنية.

وأضاف محمود، إن القارة السمراء تمتلك أكثر من 60% من الأراضي الصالحة للزراعة غير المستغلة عالميًا، وهو ما يجعلها فرصة ذهبية أمام المستثمر المصري، خاصة في ظل التشبع المحلي في بعض المحاصيل، ويضيف محمود أن الزراعة المصرية لديها خبرات فنية وتقنية يمكن تصديرها بسهولة إلى دول مثل السودان، أوغندا، وزامبيا، لكننا بحاجة إلى دراسات جدوى واقعية للمشروع، وتقييم مخاطر السوق والبيئة السياسية.

مصر قادرة على قيادة تعاون زراعي إقليمي

وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي وخبير الاقتصاد الزراعي، إن مصر مؤهلة لأن تكون قاعدة إقليمية لتصدير التكنولوجيا الزراعية إلى إفريقيا، مؤكدًا أن بعض الدول الإفريقية تبدي اهتمامًا واسعًا بالخبرة المصرية في مجالات الري الحديث واستنباط التقاوي عالية الإنتاج.

مضيفا، أن بعض التجارب الناجحة في جنوب السودان والسودان الشمالي في إقامة مزارع نموذجية بمشاركة مصرية يمكن البناء عليها، مع ضرورة تفعيل دور المكاتب الزراعية التابعة للسفارات المصرية لتقديم الدعم الفني واللوجستي، خاصة وأن الاستثمار الزراعي في إفريقيا يجب أن يُنظر إليه ليس فقط كبعد اقتصادي، بل كأداة استراتيجية لتأمين احتياجات مصر الغذائية على المدى البعيد.