محلل إسرائيلي: تقويض القدرات الدفاعية الإيرانية أولوية تفوق تدمير المنشآت النووية

كشف المحلل العسكري لصحيفة معاريف، آفي أشكنازي، عن الأهداف الاستراتيجية التي ركزت عليها القوات الجوية الإسرائيلية في ضرباتها الأخيرة على إيران أمس وصباح اليوم، مؤكدًا أن العملية تهدف إلى شل قدرات إيران الصاروخية والدفاعية بشكل جذري.
وأوضح أشكنازي أن جهود سلاح الجو الإسرائيلي تركزت في الأيام الأخيرة على مهمتين رئيسيتين: تدمير وإبطال قدرات إيران المضادة للطائرات، وتدمير وإبطال قدراتها على إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وأشار إلى أن المهام الثانوية التي وُضعت بحسب ترتيب القوات الموزعة، كانت تدمير المنشآت النووية.
استراتيجية التهديد الملّحة.. خطة الهجوم
وفقًا لأشكنازي، فإن خطة الهجوم وُضعت بعناية فائقة بواسطة قائد القوات الجوية، اللواء تومر بار، بالتعاون مع رئيس الأركان السابق، الفريق أول هيرتسي هاليفي، ثم مع رئيس الأركان الحالي، الفريق أول إيال زامير. “لقد حددوا ترتيب مهاجمة الأهداف في إيران على أساس إلحاح التهديد – وليس أهمية التهديد،” مؤكدًا على الطبيعة الاستباقية للعملية.
ووفقا لقول أشكنازي فالعملية ضد ايران بدأت قبل صباح الجمعة، عندما تم سحب القدرات من لبنان وسوريا واليمن في الأسابيع الأخيرة، حيث كانت إيران تحاول تطوير وكلاء هناك في شكل طائرات بدون طيار وصواريخ أرض-بحر من شأنها أن تعرض إسرائيل والمرافق الاستراتيجية للخطر”، على حد قوله.
شل القيادة والسيطرة.. المرحلة الأولى
وصف أشكنازي المرحلة الأولى من الهجوم قائلاً: “تضمنت المرحلة الأولى من هجوم أمس استهداف المقر العام للجيش الإيراني والقضاء على الهياكل القيادية العسكرية الثلاثة الرئيسية: هيئة الأركان العامة الإيرانية، ومقر الحرس الثوري وقائده، ومقر سلاح الجو الإيراني، بما في ذلك قائد الفيلق”، وأضاف أن “هذا نُفذ بهدف خلق حالة من الفوضى وتقويض القيادة والسيطرة”.
“بعد ذلك مباشرة، ركز سلاح الجو جهوده على ضرب منظومات الصواريخ أرض-جو وأرض-أرض،” يتابع أشكنازي. “كانت القوات الجوية الإسرائيلية تريد حرية الحركة الجوية فوق إيران، ولكنها أدركت أيضاً أنها يجب أن تعمل على تقليص نطاق صواريخها وطائراتها بدون طيار على الفور، من أجل السماح لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي بالتعامل بشكل أفضل مع التهديد”.
التحدي الصاروخي الإيراني.. عقود من الاستثمار
تطرق أشكنازي إلى قوة إيران الصاروخية، موضحًا: “لقد أنفق الإيرانيون مليارات الدولارات على بناء قوة صاروخية لعقود، منذ نهاية الحرب الإيرانية العراقية. فعلوا ذلك بدافع الضرورة، فالعقوبات المفروضة على البلاد لما يقرب من خمسين عامًا حالت دون بناء قوة جوية حديثة مزودة بطائرات مقاتلة متطورة. لا يمتلك سلاح الجو الإيراني طائرات مقاتلة تقريبًا، باستثناء طائرات فانتوم إف-4 قديمة جدًا تفتقر إلى قطع الغيار المناسبة”.
وشدد على التفوق العلمي الإيراني في هذا المجال: “في ظل الوضع الراهن، اضطرت إيران للاكتفاء بصواريخ سكود الروسية وغيرها، التي طُورت في الصناعات الدفاعية الإيرانية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن إيران تتفوق على إسرائيل بعشرات المرات في المجال العلمي لشعبها. فمجال البحث العلمي، ومجال النشر الأكاديمي للعلماء الإيرانيين، وعدد المقالات الأكاديمية التي ينشرها العلماء الإيرانيون، كلها أكبر بمئات المرات من نطاق المنشورات الإسرائيلية لذلك، ورغم العقوبات الاقتصادية، طورت إيران صناعة أسلحة هائلة، تشمل تطوير الصواريخ الروسية إلى جانب القدرات النووية وغيرها.”
ولفت أشكنازي إلى التحديات اللوجستية التي تواجه إيران: “يعمل بعض هذه الصواريخ بالوقود السائل بدلاً من الوقود الصلب بسبب قيود العقوبات الاقتصادية، مما قد يُعقّد وتيرة إطلاق الصواريخ من صاروخ إلى آخر عند كل منصة إطلاق. كما يتطلب ذلك لوجستيات ضخمة ومعقدة حول كل منصة إطلاق.”
تدمير منصات الإطلاق: تحويل القاذفات إلى “قابلة للتخلص منها”
ونقل
وأكد أنه وفقا لما أفاد به قائد سلاح الجو الإسرائيلي الليلة الماضية بقصف مئات منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية ومراكز إعدادها “كان الهدف الأولي لسلاح الجو والموساد هو تقليص قدرة إيران على إطلاق آلاف الصواريخ يوميًا إلى بضع مئات، والآن يهدف سلاح الجو إلى تقليص نطاق إطلاقها من صاروخ واحد إلى عشرات الصواريخ يوميًا”.
واختتم أشكنازي تحليله بالقول: “إن القضاء على أنظمة الدفاع الجوي الذي نفذه سلاح الجو يجعل المهمة أسهل، لأنه الآن يمكن للطائرات الإسرائيلية القيام بدوريات في السماء الإيرانية و’اصطياد’ القاذفات مباشرة بعد كل إطلاق. هذا يحول القاذفات الإيرانية إلى قاذفات ‘قابلة للتخلص منها’ ويخلق تأثير الخوف بين الجنود الذين يستخدمون القاذفات في الوحدات المختلفة”.