“بولتيكو”: اتفاق نووي مع إيران لن يلبي طموحات نتنياهو في الوقت الراهن

“بولتيكو”: اتفاق نووي مع إيران لن يلبي طموحات نتنياهو في الوقت الراهن

رأت مجلة “بولتيكو” الأوروبية أنه في ظل الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق ضد إيران، الذي استهدف منشآت نووية وقادة عسكريين واستخباراتيين بارزين، يبرز سؤال جوهري على طاولة السياسة الدولية وهو “هل أصبح بنيامين نتنياهو مستعدًا للاكتفاء باتفاق نووي جديد مع طهران أم أن طموحاته تتجاوز بكثير حدود منع إيران من امتلاك القنبلة؟”.
وقالت المجلة في تقرير على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت “إن كل المؤشرات تشير إلى أن نتنياهو، الذي طالما اعتبر النظام الإيراني تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، لم يعد يرى في اتفاق نووي، حتى وإن لبّى الشروط الغربية، نهاية كافية للملف الإيراني.. فالهجمات الأخيرة لم تقتصر على البنية النووية بل استهدفت رأس الهرم في الحرس الثوري، ومواقع صاروخية، ومراكز قيادة، في عملية وصفها محللون بأنها “محاولة لتقويض قدرة إيران على الرد” وليس فقط ردع برنامجها النووي”.
وقال ماثيو سافيل من المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدفاعية، وفقا للمجلة، “إن الهدف يتجاوز الردع النووي.. وطبيعة الضربات وشمولها لمراكز القيادة، توحي بأن إسرائيل لا تريد فقط منع طهران من الوصول إلى القنبلة، بل تسعى لإضعاف النظام ذاته”، معتبرا أن نتنياهو يستثمر نجاحات سابقة، مثل تحجيم (حزب الله) في لبنان العام الماضي، لدفع رؤيته الأوسع، وهي إعادة تشكيل الشرق الأوسط والحد من نفوذ إيران الإقليمي بشكل جذري.
ولفتت المجلة إلى أن الضربات جاءت في لحظة سياسية داخلية حرجة لنتنياهو مع تصدّع ائتلافه الحكومي بسبب الخلاف على تجنيد طلاب المدارس الدينية، مشيرة إلى أن الهجوم على إيران نجح في توحيد الطيف السياسي من أقصى اليمين إلى اليسار خلف القيادة، حتى أشد خصومه مثل يائير لابيد وبيني جانتس أعربوا عن دعمهم “للقوات الأمنية”، في مشهد نادر من الإجماع السياسي.
وأضافت: “رغم تأكيد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن القرار كان إسرائيليًا بحتًا، فإن تحليلات عدة تشير إلى أن واشنطن أو على الأقل إدارة ترامب لم تمانع هذه الخطوة، بل وجدت فيها فرصة للضغط على إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط أمريكية أكثر تشددًا”.. وتابعت: “لكن السؤال الذي يقلق طهران والعواصم الغربية هو: حتى لو قُدم اتفاق نووي مُحسّن، هل سيكون كافيًا لتهدئة نتنياهو؟ أم أنه سيواصل الضغط إلى أن يرى تغيّرًا في بنية النظام الإيراني نفسه؟”.
ورأت “بولتيكو” أنه بالنسبة لنتنياهو، فيبدو أن منع إيران من تطوير سلاح نووي لم يعد هو السقف، وأن ما يسعى إليه الآن قد يكون ما هو أبعد، وهو كسر المعادلة التي استمرت لعقود بين إسرائيل وطهران، وربما الدفع نحو “تغيير” النظام أو على الأقل “تركيعه” سياسيًا وأمنيًا، مشيرة إلى أنه في هذا السياق، فإن اتفاقًا نوويًا تقليديًا لن يكون كافيًا، لا لبنيامين نتنياهو، ولا لمشروعه السياسي الأكبر.