أمين الجبهة الوطنية في المنيا: القيادة المصرية كانت رائدة في تحليل المشهد الصراعي في الشرق الأوسط

أكد النائب الدكتور محمد صلاح البدري عضو مجلس الشيوخ وأمين حزب الجبهة الوطنية بمحافظة المنيا، أن ما تمر به منطقة الشرق الأوسط حاليًا من اضطرابات وصراعات متصاعدة، لم يكن مفاجئًا للقيادة المصرية، بل إن التحركات المصرية خلال السنوات الماضية على المستويين الدبلوماسي والعسكري أثبتت أنها كانت قائمة على قراءة دقيقة للمشهد الإقليمي وتحليل استباقي للوضع بالمنطقة، وهو ما عكسه بوضوح المسار الذي انتهجته الدولة المصرية في دعم وتحديث قدراتها العسكرية والاستراتيجية
لن يتحمل أحد تكلفة الحرب العالمية
وفي تعليقه على التطورات الأخيرة بين إيران وإسرائيل، يرى الدكتور محمد صلاح البدري، في تصريح خاص للبوابة نيوز، أن المنطقة تقف بالفعل على حافة هاوية تهدد استقرار الشرق الأوسط، إلا أن كافة المؤشرات تؤكد أن الأطراف المتصارعة غير قادرة فعليًا على الدخول في حرب شاملة طويلة الأمد، لاعتبارات كثيرة، أهمها الكلفة الاقتصادية والبشرية الباهظة لأي صراع واسع النطاق في منطقة تمثل مركزًا حيويًا لثروات العالم، لاسيما أن الشرق الأوسط يمتلك أكثر من 20% من احتياطي النفط العالمي، وهو ما يجعل من اندلاع حرب كبرى أمرًا بالغ الخطورة وله تبعات كارثية على الاقتصاد العالمي بأسره.
مناوشات إيران وإسرائيل
ووصف أمين الجبهة الوطنية بالمنيا ما يحدث بين إيران وإسرائيل بأنه لا يتعدى كونها مناوشات، هدفها الجلوس على مائدة تفاوض من نوع خاص، أكثر منها استعدادًا فعليًا لحرب حقيقية، مشيرًا إلى أن مشهد الحرب العالمية الثالثة يبدو حتى الآن مستبعدًا رغم تداعيات الصراعات المتجددة.
تسليح الجيش المصري كان القرار الأصوب
وأوضح البدري أن القرارات التي اتخذتها القيادة المصرية، والتي قوبلت حينها بتحفظات من بعض القوى السياسية، ظهرت أهميتها اليوم، حيث بات واضحًا أن ما تم من تطوير للبنية التحتية الدفاعية وتسليح الجيش المصري بأحدث المنظومات العالمية، كان هو القرار الأصوب لأنه يمثل الخط الفاصل بين استقرار مصر وتفكك دول أخرى في محيطها الجغرافي.
مصر لا تدفع مقابل للحماية
وشدد أمين حزب الجبهة بالمنيا على أن الدولة المصرية، وسط حالة الغليان التي تشهدها المنطقة، تظل هي الدولة الوحيدة التي تنعم بالاستقرار السياسي والأمني، وتملك القدرة الكاملة على الدفاع عن سيادتها ومصالحها دون أن تضطر إلى الرضوخ لأي ابتزاز أو دفع تكلفة الحماية لأي جهة كانت
مصر صك الحماية والأمان بالمنطقة
وأكد أمين الجبهة الوطنية بالمنيا أن مصر أصبحت بالفعل صك الحماية والأمان في قلب الشرق الأوسط، بفضل قيادتها الرشيدة وجيشها القوي وشعبها الواعي، مضيفًا أن عبارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الشهيرة “محدش يجرب مصر” لم تعد مجرد شعار سياسي أو تعبيرًا عن القوة، بل أصبحت واقعًا تفرضه موازين القوى الإقليمية التي وضعت مصر في موضع الهيبة والاحترام الإجباري لدى الجميع، فلا أحد يجرؤ على المساس بالسيادة المصرية أو تهديد أمنها دون أن يواجه ردًا حاسمًا.
ندعم الحلول السلمية
وأضاف نائب الشيوخ أن مصر لم تسعَ يومًا إلى التصعيد، بل كانت دائمًا في صف السلام، إيمانًا منها بأن الحرب خسارة جماعية لا يُنتصر فيها أحد، ومكاسبها مؤقتة بينما كلفتها باهظة، مشيرا إلي أن الدولة المصرية تدعم بشكل واضح الحلول السلمية كخيار وحيد آمن لتجاوز الأزمات، وهذا ما يدلل على أن مصر دائما ما تكن ملاذًا آمنًا لكثير من مواطني الدول المجاورة الذين فروا من ويلات الحروب والصراعات، مؤكدًا أن مصر لا تتعامل معهم على أنهم لاجئون بل كضيوف أعزاء على أرضها، في مشهد إنساني يعكس رقي الدولة المصرية وشعبها
مصر الرقم الصعب.
واختتم البدري تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة المصرية كانت وستظل الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط، وستظل صامدة في وجه العواصف مهما اشتدت، بفضل رؤيتها الواضحة، واستعداداتها القوية، ومكانتها التي فرضتها على الجميع عن جدارة، مشيرًا إلى أن استقرار مصر ليس نابعًا فقط من قوة الردع، بل من قدرتها على قيادة المنطقة نحو الاستقرار بحكمة وشجاعة وواقعية سياسية، وهو ما يجعلها محط أنظار العالم وقبلة الأمان في منطقة تعج بالفوضى.