إسرائيل تنفذ عملية نوعية في طهران.. مقتل أربعة من كبار المسؤولين في الاستخبارات الإيرانية.

في تطور خطير على صعيد المواجهة الإقليمية بين إسرائيل وإيران، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عن تنفيذ هجوم جوي دقيق داخل العاصمة الإيرانية طهران، استهدف مبنى سرياً كان يضم عدداً من كبار قادة الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية.
وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة مسؤولين رفيعي المستوى، بينهم مدير جهاز مخابرات الحرس الثوري ونائبه، إضافة إلى رئيس قسم الاستخبارات في “فيلق القدس” ونائبه.
تفاصيل العملية
وفقاً لما أعلنه الجيش الإسرائيلي عبر منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، فإن العملية جرت يوم الأحد، وقد نفذتها طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بعد الحصول على “توجيه استخباراتي دقيق” مكّن من استهداف المبنى بدقة عالية دون إصابة أهداف مدنية أو محيطة.
طبيعة الأهداف
المستهدفون الأربعة ينتمون إلى رأس الهرم الأمني الإيراني:
رئيس جهاز المخابرات في الحرس الثوري: يُعد أحد أبرز العقول الأمنية في النظام، وهو مسؤول عن التنسيق الداخلي والخارجي لعمليات الحرس الثوري.
نائب رئيس الجهاز: يتولى مهام التنسيق العملياتي والإشراف على ملفات أمنية تشمل الشرق الأوسط وأفريقيا.
رئيس قسم المخابرات في “فيلق القدس”: الجهة المسؤولة عن العمليات الخارجية الإيرانية، لا سيما في العراق، سوريا، لبنان، واليمن.
نائبه: يدير العمليات اللوجستية والدعم الفني للمجموعات المسلحة التابعة لإيران.
الأبعاد الأمنية والسياسية
هذه العملية، التي تمثل خرقاً واضحاً للسيادة الإيرانية، تحمل دلالات عدة:
جرأة غير مسبوقة: إذ تُعد من المرات النادرة التي تعلن فيها إسرائيل مسؤوليتها المباشرة عن عمل عسكري داخل العاصمة الإيرانية، مما يؤشر إلى تحول نوعي في قواعد الاشتباك.
ضربة استخباراتية قاصمة: كون الأهداف شخصيات أمنية نادراً ما تظهر للعلن، فإن الوصول إلى مكان وجودهم وتنفيذ هجوم ناجح ضدهم يعكس اختراقاً استخباراتياً عميقاً داخل المنظومة الإيرانية.
توقيت حساس: تأتي العملية وسط تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالحرب في غزة، وتصاعد هجمات الوكلاء الإيرانيين على المصالح الغربية والإسرائيلية في المنطقة.
الرد الإيراني المحتمل
من المتوقع أن ترد إيران على هذه العملية، سواء عبر:
هجمات صاروخية أو مسيّرة ضد مواقع إسرائيلية أو مصالح أمريكية في المنطقة.
تصعيد عبر الوكلاء مثل حزب الله في لبنان أو الميليشيات في سوريا والعراق.
تحرك دبلوماسي مكثف لاتهام إسرائيل بانتهاك القانون الدولي واستهداف أمن دولة ذات سيادة.
السيناريوهات المستقبلية
مزيد من التصعيد: قد تدخل المنطقة في دوامة انتقام متبادل، ترفع من احتمالات نشوب مواجهة مباشرة أوسع نطاقاً.
احتواء محدود: بعض القوى الدولية، لا سيما الولايات المتحدة وروسيا، قد تسعى إلى احتواء الموقف لتجنب انفجار إقليمي.
تغير في الحسابات الإسرائيلية والإيرانية: العملية قد تدفع الطرفين إلى إعادة تقييم استراتيجيات الاستهداف والردع.
تؤسس هذه الضربة لتحول حاسم في طبيعة الاشتباك الإيراني–الإسرائيلي، حيث انتقلت المعركة من مناطق النفوذ الخارجية إلى قلب العاصمتين. وبينما تبدو إسرائيل راغبة في كسر المعادلة الأمنية الإيرانية عبر توجيه ضربات نوعية، فإن إيران ستكون مضطرة للرد، إما حفاظاً على هيبة مؤسساتها أو لاستعادة توازن الردع. وفي غياب قنوات حقيقية للتهدئة، تبقى كل الخيارات مفتوحة أمام تصعيد إقليمي أوسع.