حرب إيران وإسرائيل: خبير في العلاقات الدولية يستعرض 3 سيناريوهات قد تعيد تشكيل الشرق الأوسط وتحدد الفائز.

حرب إيران وإسرائيل: خبير في العلاقات الدولية يستعرض 3 سيناريوهات قد تعيد تشكيل الشرق الأوسط وتحدد الفائز.

قال محمد عثمان، الباحث في العلاقات الدولية، إن الحرب الإسرائيلية على إيران لا تزال في مرحلة الشد والجذب وقضم الأصابع، أي أن الضغط والضغط المضاد هو عنوان المرحلة وهدف كل طرف هو اخضاع الآخر للصيغة التي يرتضيها من أجل كفاية احتياجاته الأمنية والاستراتيجية، بل والوجودية.

 باحث علاقات دولية يكشف 3 سيناريوهات قد تعيد تشكيل الشرق الأوسط وتحدد المنتصر

محمد عثمان الباحث في العلاقات الدولية 

وأضاف خلال تصريحات خاصة لـ”البوابة نيوز”، أن الحرب تتخذ شكل غير نمطي بسبب بعد المسافة وعدم وجود حدود برية بين أطرافها، مما يحصر أدواتها في القصف الجوي والصاروخي والعمليات الاستخباراتية النوعية.

حرب إيران وإسرائيل 

وأشار إلى أن نتيجة هذه الحرب سيحددها تحقق أحد الرؤي الثلاث لدي الأطراف الثلاثة الرئيسية في معادلة هذه الحرب الأولى هي رؤية الولايات المتحدة التي شنت إسرائيل هذه الحرب برعايتها، رؤية واشنطن بعيدة كل البعد عن المنطق الصفري، أي هي تريد أن تستخدم هذه الحرب الإسرائيلية لممارسة الحد الأقصى من الضغط على طهران حتى تخضع للصيغة الأمريكية لتسوية القضية النووية، أي صفر تخضيب وتفكيك أجهزة الطرد المركزي واخضاع المنشآت النووية الإيرانية لرقابة دولية شديدة، ولا تريد واشنطن التورط في هذه المعركة الا اذا كانت مضطرة حتي تترك الباب مفتوح لمخرج سياسي للأزمة يتماشى مع الشروط التي ذكرناها.

واستكمل، أما إسرائيل فرؤيتها تختلف بعض الشيء عن رؤية حليفها الأمريكي، حيث إن تل أبيب ترى أن هذه الحرب هي حرب الخلاص من التهديد الإيراني للأبد حيث تريد تدمير المنشآت النووية الإيرانية وقدراتها الصاروخية، بل وحتى إضعاف النظام الإيراني وتصفية رموزه حتى يصبح عرضة للسقواط سواء أثناء الحرب أو بعد انتهاءها بقليل، ولكن إسرائيل تعلم أنها لا تستطيع تحقيق هذه الرؤية بمفردها وأن إنفاذها يحتاج تدخل أمريكي مباشر في الحرب ولذلك تصعد إسرائيل أعمالها العسكرية لتستفز الجانب الإيراني بهدف دفعه لاتخاذ إجراء متهور مثل إغلاق مضيق هرمز أو استهداف القواعد الأمريكية بالمنطقة حتى تنجر واشنطن للمشاركة في هذا العدوان.

واستطرد، أما الرؤية الثالثة وهي المقاربة الإيرانية لمعالجة هذه المسألة حتي الآن في ظني، وهي تنطوي على عدم ادخار إيران أي أدوات أو قدرات عسكرية في ردها علي الضربات الإسرائيلية، وذلك لتكبيد دولة الاحتلال أكبر قدر ممكن من الخسائر، حتى يرضخ ويتراجع عن عدوانه، وتحرص إيران وفقا لهذه الرؤية على حصر المواجهة بينها وبين إسرائيل حتى تتفادي ضربات أمريكية تجهز عليها بالكامل، وفي حال تراجعت إسرائيل تحت وطأة الخسائر والأضرار في قلب أراضيها ستكون إيران في موقع تفاوضي أفضل في أي محادثات مستقبلية مع الولايات المتحدة.