تخليد البابا يوحنا الطوخي الذي جلب الخير والنور عبر نهر النيل

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بتذكار البابا يؤانس السادس عشر المعروف بـ “يؤانس الطوخي”، البطريرك الثالث بعد المئة، والذي جلَسَ على الكرسي المرقسي قرابة 42 عامًا، في واحدة من أطول فترات البابوية، شهدت خلالها الكنيسة تحديات كبيرة روحية وسياسية واقتصادية.
تميزت خدمته بروح أبوية وصلابة عقيدية، حيث قام بصناعة زيت الميرون المقدس، وبنى الكنائس، وشدّد شعبه في مواجهة الاضطهاد، كما قاوم بقوة محاولات الكاثوليك لضم الأقباط المصريين إلى طقسهم.
النور المقدس يسطع أمام عينيه في القدس… والشموع تضيء من القبر المقدس
زيارة تاريخية قادها البابا يؤانس للقدس عام 1709 وسط مشهد معجزي في سبت النور
يسجل السنكسار أن البابا يؤانس الطوخي قام في سنة (1709 م) بزيارة تاريخية للقدس الشريف، برفقة عدد من الأساقفةوالقمامصة، عبر الطريق البرّي السلطاني، ممولة بالكامل من الشماس الفاضل المعلم جرجس أبو منصور الطوخي.
وفي سبت النور، وأمام حضور حاشد، أُطفئت كل الشموع داخل كنيسة القيامة، وتم ختم القبر المقدس بعد تفتيشه.
دخل البابا القبطي وبطريرك الروم إلى القبر المقدس حاملين الشموع، وبينما كانت الأنفاس محبوسة، انبثق النور المقدس في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا، فهتف الجميع ومجّدوا الله، وأُضيئت الشموع بنور القبر، في مشهد يتكرر كل عام ويؤكد على قداسة المكان وصدق الإيمان.
النيل يجري بصلوات البابا… وصوم عام يدفع الغلاء والجفاف
الكنيسة والمسلمون واليهود صاموا معًا… والبابا يصلي في العدوية حتى انفرجت الغمة
في فترة عصيبة من عهد البابا يؤانس، أصاب مصر جفاف شديد ونقص في منسوب النيل، مما تسبب في موجة غلاء وشدة قاسية على الناس حينها، توجه كبير المباشرين، المعلم يوحنا أبو مصري، إلى البابا، وتناقشا في الأزمة التي تهدد الجميع.
قرر البابا إعلان صوم عام لمدة ثلاثة أيام، شارك فيه مشايخ المسلمين وحاخامات اليهود، في مشهد فريد لوحدة روحية عابرة للطوائف.
وتوجه البابا إلى كنيسة العذراء العدوية، حيث أقام القداس يوميًا وطرح الماء المقدس في مجرى النهر. ولم تمضِ أيام حتى فاض النيل مجددًا، وعادت الحياة إلى الأرض، وشكر الجميع الله الذي استجاب للصلوات.