منشأة فوردو النووية: معقل إيراني يثير قلق إسرائيل

منشأة فوردو النووية: معقل إيراني يثير قلق إسرائيل

تستمر الضربات الإسرائيلية على إيران مستهدفة مواقع البرنامج النووي الإيراني، وأبرزها منشأة نطنز النووية، ومنشأة فوردو الحصينة، بجانب بعض المواقع العسكرية الأخرى التي طالتها قذائف القصف الإسرائيلي مؤخرًا بعد أن شنت إسرائيل حربها ضد إيران فجر الجمعة الماضي.

وقالت صحيفة “نيويورك بوست” إن منشأة فوردو النووية الإيرانية هي واحدة من الأهداف الإسرائيلية في إيران، والتي تعتبر إسرائيل أن مهمة تدميرها تقع على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أنها عبارة عن قلعة حصينة مبنية في أعماق الجبال – على عمق يصل إلى 300 قدم تحت الأرض، وتعمل كمنشأة لتخصيب الوقود النووي في إيران.

وأضافت الصحيفة أن السلاح الوحيد الذي يمكنه الوصول إلى تلك المنشأة الحصينة ليس في متناول إسرائيل استخدامه خاصة وأنها لا تملكه، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها من تمتلك هذا النوع من القنابل، وهي القنبلة الخارقة للتحصينات، GBU-57A/B، التي تزن 15 طنًا، وهي الوحيدة القادرة على الوصول إليه.

وتشير الصحيفة إلى أن المنشأة النووية الحصينة تم الانتهاء من بنائها عام 2009، وهي مخفية في الجبال على بعد حوالي 100 ميل جنوب طهران، باعتبارها واحدة من ثلاثة مواقع رئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وقد أمضت إيران سنوات في تحصين هذه المنشأة، التي تمكنت من تجنب معظم الهجمات الكبرى من إسرائيل والتي تستهدف البرنامج النووي لطهران، ما يجعل فوردو هدفًا أصعب بكثير من المنشآت الأخرى التي تعرضت للقصف على مر السنين.
 

منشأة فوردو النووية الإيرانية

ورغم أن القاعدة لا تضم ​​بالضرورة أكثر محطات التخصيب النووي تقدماً في إيران، فإنها تحتوي على أجهزة طرد مركزي متقدمة للغاية تشكل هدفاً رئيسياً لإسرائيل.

وأكدت الصحيفة أن الوصول إلى أجهزة الطرد المركزي الموجودة في منشأة فوردو، سوف تحتاج إسرائيل إلى ما يسمى “القنابل الخارقة للتحصينات” الأميركية، وهي قنابل مصممة خصيصا لاختراق أعماق الأرض لتفجير هدفها، وبجانب قنبلة GBU-57A/B، تبرز قنبلة “MOP” التي تعد هي الأخرى من أبرز القنابل الخارقة للتحصينات الأميركية، وكلتاهما أقوى بعدة مرات من القنابل الأميركية الصنع التي يبلغ وزنها طناً واحداً والتي ورد أن القوات الجوية الإسرائيلية استخدمتها في لبنان لقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله العام الماضي.

القنابل الخارقة للتحصينات

وشددت الصحيفة على أنه بالرغم من أن واشنطن تمتلك القدرة، فإن البيت الأبيض قد لا يملك نفس المبادرة لتقديم قوته النارية لشن ضربة مباشرة ضد إيران.

وتنقل الصحيفة عن نيكولاس كارل، مدير الأبحاث في مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد أميركان إنتربرايز قوله أنه في حين لا تزال إيران تمتلك قواعد أخرى لتخصيب اليورانيوم منتشرة في مختلف أنحاء البلاد، فضلاً عن مختبر آخر أكثر تحصيناً قيد الإنشاء، فإن العديد من المحللين يعتقدون أن سقوط فوردو سيكون ضرورياً لتحقيق طموحات إسرائيل في إنهاء الطموحات النووية لطهران إلى الأبد.