قبل مغادرتها.. سيدة المسرح العربي تتحدث في مقابلة حصرية مع «البوابة نيوز»: أحث المسرحيين على تجديد شغفهم بالمسرح والعودة إليه.. نادية لطفى وسميرة عبد العزيز وسميرة أحمد من أصدقائي المقربين.. ولم أسمح للأزمات أن تضعفني.

يعيش الوسط الفني حالة من الحزن الشديد بعد رحيل سيدة المسرح العربي الفنانة الكبيرة الراحلة سميحة أيوب التي رحلت عن عالمنا في هدوء تام مثل ما عاشت بيننا فهي طوال مسيرتها الفنية الكبيرة لم تدخل في أي صراعات أو جدال فقد تركت بصمة بفنها وأيضاً بين محبيها.
وقبل رحيلها التقت بها “البوابة نيوز” في حوار خاص بمنزلها، في منطقة الزمالك، في محاولة للكشف عن الوجه الآخر لها، فكان لنا معها هذا الحوار:
أزمتها الصحية الأخيرة
فبعد الوعكة الصحية التي ألمت بها، كما نود أن نطمئن عليها؛ فقالت: الحمد لله صحتي الآن أفضل بكثير عن ذي قبل، فقد كنت أعاني من آلام الظهر والانزلاق الغضروفى، لكن مع الأدوية والعلاج الطبيعي بدأت في تحسن كبير.
طفولتها في حى شبرا
سيدة المسرح العربى قد أثرت الساحة الفنية بآلاف الأعمال التي تركت بصمة كبيرة في تاريخ الفن المصري، لكن سميحة الإنسانة لا يعرفها كثيرون، فهى أيقونة مغلقة، حاولنا في هذا الحوار أن نبحر بداخلها.
فقالت: بالفعل حياتى الشخصية لا أحد يعلم عنها شيئا، فأنا كتاب مفتوح للآخرين بفنى فقط، والدتى عمود أساسى فى تربيتي، وهى العامل الأساسى فى تكوين شخصيتي، وكانت سببا رئيسيا فى تكوين سميحة أيوب.
وأضافت: فى حى شبرا، هذه المنطقة العريقة، عشت طفولتي، وهى من أقرب المناطق إلى قلبي، وقد تركت بصمتها عليّ، إضافة إلى المنزل الذى ولدت وتربيت فيه، فأنا إنسانة قوية للغاية وأعشق البساطة.
مواجهة الحروب والأشرار بنجاحها
وعن الأشخاص الذين أثروا فى حياتها، سواء على المستوى المهنى أو الشخصى، قالت: للأسف الشديد ليس هناك أشخاص أثروا فى مشوارى، أو تركوا بصمة فى حياتى، سوى الحياة بتجاربها ومواقفها معي، ولم أقف قط عند إيذاء شخص لى أو أى أزمة أمر بها فى حياتى، سواء المهنية أو الشخصية، لم تؤثر فىّ قط وأعبرها بعملي.
وأضافت: الهدف الذى أريد أن أحققه، ووجدث أشخاصا كثيرين يريدون أن يلحقوا الأذى بى، كنت أواجههم بنجاحى فقط فى العمل، وهذه هى حربى الوحيدة لهم بأننى أرد عليهم بشغلى فقط لأننى إذا كنت نظرت إليهم لحظة كنت سأقع.
أزمتها مع العنصر النسائي
وعن الحروب التي تعرض لها طوال حياتها، قالت: بالفعل تعرضت لحروب شديدة وعنيفة من أشخاص داخل الوسط الفنى نساء ورجالا وكانت بداية الأزمات مع العنصر النسائى، أما بعد دخولى فى الجهة الإدارية فى المسرح فأصبحت مشكلاتى مع الرجال أكثر ولا أريد ذكر أسمائهم.
أما المخرجون فلم أتعرض لأى حروب من جانبهم، وكان لديهم أمل كبير فىّ منذ صغرى، وكل مخرج عملت معه تعلمت منه الكثير، وساهم فى إخراجى بأفضل صورة ممكنة فى كل عمل شاركت فيه لقد تعرض للعديد من الحروب والأزمات.
ولكن أقصى أزمة تعرضت لها فى حياتى عندما قامت بعض الفنانات بإرسال جوابات سرية لزوجى للوقيعة بينى وبينه، وبأننى على علاقات غرامية مع أحد الأشخاص، وكنت آنذاك أمكث أنا وزوجى ونظل نضحك على تلك المهاترات الفارغة.
وكان هو بصراحة شديدة مثالا للاحترام والرجل المتفهم الواعى وعلى دراية بتلك الأفعال الخادعة، وكنت أنا أعى جيدا تلك الفنانة التى تقوم بذلك، وبالتأكيد من المحال ذكر اسمها لأن أخلاقى لا تسمح لى بذلك.
موت ابني هزني
ماذا عن أصعب لحظة ويوم في حياة سيدة المسرح العربي الفنانة الكبيرة سميحة أيوب؟؛ سكتت قليلا، وكادت الدموع تنهمر من عينيها، وأجابت متأثرة للغاية: رغم ما مررت به من أزمات تظل هناك هزة كبيرة قلبت حياتي رأساً على عقب هو موت ابني الذى يعد رحيله بالنسبة لي ليس فراق موت فقط وإنما فراق توه.
حيث إن فراق الموت يأخذ بعضا من الوجع ويضيع مع تلاهى الأيام أما الفراق فوجعه لا يضيع قط، لأن مهما مررت من صعوبات لم تكن هناك أفجع وأصعب من موت ابنى الذى شرخنى من الداخل ولا أريد التحدث والتطرق فى هذا الأمر لأنه مهما تحدثت لم أستطع التعبير أو وصف ما بداخلى.
فهناك شرخ وليس حزنا فقط والله عوضنى عز وجل بحفيدى الذى منه وكأن ابنى معى بالضبط ولا يفارقنى فأنا أومن بمقولة «أعز من الولد ولد الولد» وهو الآن يتواجد فى أمريكا.
اكتئاب وكسرة
بعد ما تعرضت له سيدة المسرح العربى ومرت به في حياتها دفعنا لسؤالها فهل تسبب ذلك في كسر قلبها أو مرورها بفترة اكتئاب أو إحباط أجابت بالمعني الدارج: مهما مر عليا في حياتي مكسرتش أبداً.
وتابعت: مهما مررت بصعوبات فى حياتى أو أزمات لا أقف عندها قط ولا تأخذ من حياتى كثيرا فمن الممكن أن أشعر بالحزن بعض الوقت أو نصف يوم ولكن أحاول أن أخرج منها على الفور فأنا بطبعى لا أسمح للأزمات أن تهزمنى أو تميتنى فشخصيتى أقوى من ذلك.
لا أحتاج أشخاصا قريبين منى يتجمعون حولى فى أزماتى كى يخرجونى من الحالة التى أكون بها فأنا أوقن أنه عندما أجد الأشخاص حولى يشعرنى بارتباك شديد لأنى أومن بأنهم لا يشعرون بالمشكلة أو الأزمة مثل ما أنا بداخلها.
الأمل في حياتها
وعن الذي يغرس فى الفنانة الكبيرة سميحة أيوب الأمل بعد كل الذي تمر به فأجابت: رغم كل ما يصيبنى هو الله عز وجل وهو ملجأى الوحيد، وعلاقتى به أقوى من أى حد يتخيلها وعندما أكون بمفردى فرفيقى هو نفسى ولا أفضل أن يرافقنى أشخاص بجانبى فى هذه اللحظات.
أقرب أصدقائها
وعن ذكرياتها مع كثير من النجوم التي عملت عملها وأقربهم لديها فقالت: رغم أننى عملت مع نجوم كثيرين فإننى ليست لدى ذكريات معهم تظل علامة عندى ومن أقرب أصدقائى من الوسط نادية لطفى وسميرة عبدالعزيز وأمل بكير وسميرة أحمد.
أقرب الأعمال لقلبها
قدمتِ مسيرة حافلة من أعمال الدراما والسينما والمسرح ما أقرب الأدوار إلي قلبك فقالت : بالفعل قدمت العديد من الأدوار التى تظل علامة فارقة فى تاريخ الفن المصرى، ولكن يظل مسلسل “الضوء الشارد” من أقرب الأعمال إلي قلبي، وأيضاً دورى فى الإنسان الطيب عالقا فى ذهنى وتأثرت به كثيرا لأنه يقول إن الإنسان الطيب زيادة عن الحدود “ينداس”
حال المسرح
الفنانة سميحة أيوب هي سيدة المسرح العربي، وهذا دفعنا لسؤالها عن رأيها في حال المسرح الآن؛ فقالت: أريد أن أوضح شيئا لقب سيدة المسرح العربي أعتز به كثيراً ولكن أنا لم أعط أي لقب لنفسي فالرئيس حافظ الأسد هو الذي أعطاه لي وقاله لى لأول مرة، وهو يعطينى وسام الاستحقاق، نادانى على المسرح وقال تقدمى يا سيدة المسرح العربى، كى يعطينى الوسام.
وبعدما غادرت القصر الجمهورى في سوريا، أصبح كل من يراني في الشارع من الجمهور سواء المصري أو العربي يقولون لى يا سيدة المسرح العربى، وبالنسبة لي لا يفرق معي الألقاب فأنا سميحة أيوب فقط وهذا يكفيني.
قدمت العديد من الأعمال المسرحية المهمة علي مدار رحلتي الفنية واستعرضت قضايا مهمة للمجتمع والجمهور وأعتبر نفسي من الفنانات المحظوظات لأنني تواجدت في فترة ازدهار المسرح وكل ما أقصده أنني لم أقدم أي عمل أقل مما قدمت وهقولها بالمعني الدارج كل ما أعنيه “لو ألاقي نص يخليني أنزل من بيتي مش هتردد لحظة أعمل مسرح وبروفات لكن مفيش حاجة تثير شهيتي.
وأري كل ما ينقُص المسرح كي يعود إلي رونقه وازدهاره أنه ينقصه الحب وعشاق المسرح، ومن الواضح أن العشاق مشغولون عن المسرح، فأقول لصناعه: جددوا حبكم للمسرح، ويعود المسرحيون الذين يؤمنون به، ويبذلون كل طاقتهم فيه من أجل المسرح كي يعود من جديد ويرتقي وينهض.
امتداد لها
مَن مِن النجمات التي تري سميحة أيوب امتدادا لها ويعجبك من الجيل الجديد؟؛ فأجابت :أري نفسي في الجميلة حنان مطاوع، فهي فنانة موهوبة ومبدعة ولديها حضور وذات موهبة ثقيلة للغاية فهي امتداد لي والجيل الجديد هناك كثير فيهم رائعون لكن أكثر ما يعجبني منهم هي حنان ورسالتي للجيل الجديد أن الفن يحتاج إلى صبر والجيل الحالى يلهث وراء “الفلوس” فالأمل كان فى جيلى كان عبارة عن دور أو عمل جيد نقدمه أما الآن فالأمل مادى أكثر.
سميحة أيوب في بيتها
وعن سميحة فى بيتها، وكيف تقضيه؟؛ قالت: أنا مثل أى امرأة مصرية بسيطة، ولا أفضل السهرات، فأعمالى محدودة للغاية، وإذا خرجت فى المساء تكون سهراتى مع أشخاص بعينها، وأقضى يومى فى أقل من العادى، وعلى سبيل المثال من الممكن ألا أذهب للكوافير الخاص بى شهرا كاملا، إلا للضرورة، ويتردد على بعض من الصديقات، وأحب القراءة ولكن أقرأ على حسب مزاجى، ولكن أتابع الأخبار اليومية بكل شغف.


