عاصفة من الجدل القانوني والسياسي حول نشر الجيش الأمريكي داخل البلاد

عاصفة من الجدل القانوني والسياسي حول نشر الجيش الأمريكي داخل البلاد

لا يزال مبرر زيادة نشر القوات غير واضح. وقد أثارت التصريحات العلنية للبنتاجون حيرة المراقبين القانونيين والسياسيين، لا سيما فيما يتعلق باستخدام مشاة البحرية فى الخدمة الفعلية للسيطرة على الحشود على الأراضى الأمريكية، وهى خطوة مخصصة فقط للظروف القصوى وفق التقاليد والقانون وليس لمواجهة تطاهرات سلمية إلى حد بعيد. 
أثارت السابقة التى أدت إلى هذه الانتشارات قلق الخبراء والمشرعين فى جميع أنحاء البلاد. وحذر السيناتور جاك ريد، الديمقراطى البارز فى لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ والمحارب المخضرم، قائلاً: “يتجاوز الرئيس سلطة الحاكم ورئيس البلدية بالقوة ويستخدم الجيش كسلاح سياسي. هذه الخطوة غير المسبوقة تهدد بتحويل وضع متوتر إلى أزمة وطنية”. وأكد أن نشر الإدارة لقوات فيدرالية بهذا الحجم – وما يترتب على ذلك من غموض فى الخطوط القانونية – يشعل جدلاً أوسع حول حدود السلطة الرئاسية وقدسية العلاقات المدنية العسكرية.
الأسس القانونية لعمليات النشر غامضة. حوّل الرئيس ترامب الحرس الوطنى فى كاليفورنيا إلى قوة فيدرالية بموجب الباب العاشر من القانون الأمريكي، مستشهدًا بالسلطة الدستورية. ومع ذلك، فقد تم تبرير نشر مشاة البحرية فى الخدمة الفعلية – وهو أمر محظور عادةً بموجب قانون بوسى كوميتاتوس – كجزء من مهمة محدودة لحماية الأفراد والممتلكات الفيدرالية. أشارت القيادة الشمالية الأمريكية إلى أن مشاة البحرية سيندمجون بسلاسة مع القوات الفيدرالية، لكن التفاصيل المتعلقة بقواعد الاشتباك وصلاحيات الاعتقال الخاصة بهم ظلت غامضة.
وصفت خبيرة سياسات الدفاع كورى شاك من معهد أمريكان إنتربرايز استراتيجية الإدارة بأنها “تطمس الخط الفاصل” بين قانون فيدرالية الحرس الوطنى والاستخدام المحلى المحظور للجيش الأمريكي، واصفةً إياها بأنها “مهمة خطيرة”. وأشارت إلى أن إدارة ترامب بدت وكأنها “تختبر نظرية قانونية جديدة” للالتفاف على القيود طويلة الأمد.
من جانبه، حذر جيم ماكدونيل، قائد شرطة لوس أنجلوس، من أن وصول قوات فيدرالية إضافية، “فى غياب تنسيق واضح”، يشكل تحديات كبيرة أمام سلطات إنفاذ القانون المحلية. كما أدان تحالف لوس أنجلوس المدني، الذى يمثل قادة الأعمال والمجتمع المدنى المحليين، تصرفات ترامب، محذرًا: “إذا كان بإمكان الرئيس إرسال الجيش إلى مدينتنا دون سابق إنذار، فبإمكانه فعل ذلك فى أى مدينة أمريكية فى أى وقت ولأى سبب يخطر بباله”.