فوائد الزبدة التقليدية للصحة

في عالم التغذية الحديث، الذي يميل إلى محاربة الدهون والترويج للمنتجات منخفضة السعرات، تبرز الزبدة البلدي كلاعب مثير للجدل، فبينما يعتبرها البعض عدواً للصحة، يرى آخرون أنها كنز غذائي تقليدي لا يجب الاستغناء عنه، فما الحقيقة وراء هذا المنتج الذي طالما شكل جزءاً أصيلاً من المائدة العربية، ووفقا لموقع healthline تبرز “البوابة نيوز” الفوائد والاضرار.
صناعة الزبدة البلدي
مصنوعة غالباً من حليب الأبقار أو الأغنام عبر عملية خض طبيعية، تتميز بتركيبتها الغنية بالدهون، لكنها لا تقتصر على السعرات وحدها، فهي تحتوي على باقة متكاملة من الفيتامينات الحيوية مثل فيتامين A، D، E، وK2، وجميعها تلعب أدواراً أساسية في دعم مناعة الجسم وصحة العظام والبصر والجلد.
علاوة على ذلك، تزود الزبدة الجسم بأحماض دهنية قصيرة السلسلة، مثل حمض البوتيريك (Butyrate)، والذي تشير الأبحاث إلى ارتباطه بتحسين صحة القولون، وتقليل التهابات الجهاز الهضمي، فضلاً عن دعمه لعمليات الأيض، ومع احتوائها على أكثر من 400 نوع من الأحماض الدهنية، تعد الزبدة البلدية من أكثر المنتجات تعقيداً في تركيبها الدهني، حيث توازن بين الدهون المشبعة والأحادية، كما توفر نسباً صغيرة من أحماض أوميغا-3، خصوصاً إذا كانت من حليب أبقار تتغذى على الأعشاب الطبيعية.
شروط استهلاك الزبدة
لكن، ورغم هذه الفوائد، يبقى الاعتدال شرطاً أساسياً في استهلاك الزبدة، إذ يُنصح ألا تتجاوز الدهون المشبعة نسبة 10% من السعرات اليومية، ما يعادل ثلاث ملاعق طعام تقريباً لمن يستهلك 2000 سعرة حرارية، والإفراط في تناولها قد يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب.
أما من يعانون من حساسية الحليب، فعليهم توخي الحذر، إذ قد تسبب الزبدة تفاعلات جلدية أو تنفسية، ومن المهم أيضاً التنبه إلى محتوى الصوديوم في الزبدة المملحة، والذي قد يشكل خطراً على مرضى ارتفاع الضغط.
في المقارنة الشائعة بين الزبدة والمارجرين، تظهر الزبدة الطبيعية أكثر أماناً من السمن النباتي المُهدرج الذي يحتوي على الدهون المتحولة، المعروفة بتأثيرها السلبي على صحة القلب.
في المحصلة، الزبدة البلدية ليست “الشيطان الغذائي” كما يُروج لها أحياناً، بل منتج تقليدي يمكن إدراجه ضمن نظام غذائي متوازن، شريطة استهلاكها بعقلانية، والاعتماد على مصادر دهون أخرى أكثر استقراراً مثل زيت الزيتون والمكسرات.
وبين الإفراط والتفريط، تظل الزبدة البلدي خياراً قابلاً للنقاش، يرتبط تأثيره النهائي بنمط حياة الفرد، وطبيعة نظامه الغذائي الكامل.