قافلة الصمود: هل هو مؤشر على مخطط خبيث يستهدف مصر؟

في مشهد يثير الكثير من التساؤلات المشروعة حول حقيقة أهداف قافلة الصمود، التي انطلقت من دول المغرب العربي، متجهة نحو معبر رفح، تحت شعار كسر الحصار عن غزة، وتوقيت تحركها والكيانات التي نظمتها، ومدى ارتباطها بأجندات سياسية أو بمخططات استخباراتية، كلها أسئلة تدفعنا إلى التشكيك في نواياها الحقيقية، واعتبارها “غطاء إنساني” لتصدير الفوضى إلى الداخل المصري، وزعزعة استقراره، لا سيما منطقة رفح الحدودية.
منطق غائب ومشهد عبثي للمتاجرة بالقضية الفلسطينية ولإحراج دولة بحجم مصر. إن ما يحدث أشبه بعرض مسرحي ساخر، فجأة قررت مجموعة باسم “قافلة الصمود” أن تأتي بالحافلات من المغرب العربي لكسر حصار غزة بالهتاف عند معبر رفح، ولم تراعِ الاعتبارات الأمنية أو السيادية، وكأن الحدود المصرية مستباحة لمن أراد أن يمرّ ويهتف ويلتقط الصور، بينما يتوارى الجميع خلف شاشات الصمت، تظل مصر في الواجهة، تتحمّل اللوم والتبعات وحدها، وكأنها لا تستحق سوى الاتهام.
المؤسف أن المتضامنين في القافلة لم يسألوا أنفسهم أين رؤساء دولنا؟ وما هي مواقف حكوماتنا الرسمية من حصار غزة؟ لماذا لم تتحرك قوافل الدعم من عواصمهم للضغط على الاحتلال؟ أم أن البطولة أرخص ثمنا حين تمارس على حساب مصر؟.
وتناسوا عن عمد أو جهل أن للدولة المصرية سيادة وقراراتها تصدر وفقًا لحسابات أمنها القومي وليس بالمزايدات والاستعراض علي حدودنا.
المتاجرة بالقضية… والضغط على مصر
ما يجري ليس دعمًا حقيقيًا لغزة، بل محاولة لمزايدة رخيصة على حساب مصر، استغلال للمشاعر، وتشويه لصورة الدولة المصرية التي قدمت ولا تزال تقدم الكثير من الدعم الإنساني والطبي واللوجستي لأهالي القطاع، رغم التحديات والمخاطر.
مصر، رغم كل التحديات، تظل في قلب القضية، لكنها لن تقبل أن تكون بوابة عبور لفوضى متنكرة في شكل تضامن وستظل – بإذن الله – عصيّة على كل من يحاول زعزعة أمنها أو النيل من استقرارها، حفظ الله مصر أرضا وشعبا وجيشا وقيادة.