السفير العرابي: ثلاثة أسس تحدد سياسة مصر الخارجية… والحوار مع ألمانيا أمر ضروري في عالم غير مستقر

أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن السياسة الخارجية المصرية ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: السلام، والاستقرار، والتنمية المستدامة. وشدد على أن هذه الركائز أصبحت أكثر أهمية في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، والتي لم يعد يُقاس فيها النجاح أو الفشل بالمفاهيم التقليدية للنصر أو الهزيمة.
جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر الحوار المصري الألماني الذي تنظمه الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، حيث اعتبر العرابي أن مثل هذه اللقاءات تمثل منصة فعالة لتعزيز الفهم المتبادل وبناء جسور التعاون، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
مصر تسير في بحر متلاطم.. والسلام ليس مجرد غياب الحرب
وأضاف العرابي في كلمته أن مصر نجحت في الإبحار بثبات وسط أمواج سياسية واقتصادية متلاطمة، موضحًا أن السلام الحقيقي هو مشروع متكامل يتطلب عملاً مستمرًا وجهودًا حثيثة للحفاظ عليه.
وأشار إلى أهمية التعاون مع الجانب الألماني في العديد من الفعاليات الدولية، مثل مؤتمري “برلين 1” و”برلين 2″، والتي عكست دعمًا مشتركًا لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأكد أن استمرار الأزمات وتعقيداتها يزيد من الحاجة إلى الحوار الحقيقي بين الشعوب، معتبرًا أن هذا الحوار هو الضمانة الأهم لتعزيز التفاهم والتعايش المشترك بين الأمم.
العلاقات المصرية الألمانية.. شغف مشترك بالتنمية
كما عبّر العرابي عن تقديره لما لمسه من شغف الشعب الألماني بدعم التنمية الاقتصادية في مصر، مشيدًا بالدور الذي تقوم به الهيئة الإنجيلية في تقوية أواصر الصداقة بين مصر وأوروبا.
حضور بارز يعكس أهمية التنوع والحوار
شهد المؤتمر حضورًا واسعًا من الجانبَين المصري والألماني، حيث افتتح الفعاليات الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر ورئيس الهيئة الإنجيلية، بمشاركة عدد من قيادات الفكر والمجتمع من رجال دين، وأكاديميين، وإعلاميين، وقيادات تنفيذية وسياسية بارزة.
ويأتي هذا اللقاء في إطار دعم ثقافة الحوار وقبول الآخر وتعزيز قيم التعايش المشترك، في وقت يشهد فيه العالم حاجة متزايدة إلى التعاون الإنساني والسياسي لمواجهة التحديات المشتركة.