فوائد استهلاك زيت الزيتون بشكل يومي

فوائد استهلاك زيت الزيتون بشكل يومي

يُعد زيت الزيتون من أقدم وأشهر الزيوت التي عرفها الإنسان، إلا أن ما تكشفه الدراسات الحديثة عن فوائده اليومية يكاد يضعه في مصاف العلاجات الطبية الطبيعية، لاسيما إذا تم استهلاكه باعتدال ضمن نمط غذائي صحي، يلقب بـ”الذهب السائل” لما يحتويه من مركبات نادرة، أهمها الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، وعلى رأسها حمض الأوليك، المعروف بخصائصه المضادة للالتهاب والداعمة لصحة القلب.

اختلاف انواع زيت الزيتون:

زيت الزيتون، الذي يُستخلص من عصر ثمار الزيتون الكاملة، يختلف من حيث القيمة الغذائية باختلاف نوع الزيتون وموعد الحصاد وطريقة الاستخلاص. لكن يبقى النوع البكر الممتاز هو الأعلى جودة وفائدة، إذ يحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل الأوليوكانثال، الذي يضاهي في تأثيره مضادات الالتهاب الصناعية كالإيبوبروفين.

وبحسب تقارير طبية أوروبية، فإن استهلاك زيت الزيتون يومياً يساهم في تقليل الكوليسترول الضار، وتحسين مرونة الأوعية الدموية، والحد من مخاطر التجلط وارتفاع ضغط الدم، مما يقلل احتمال الإصابة بأمراض القلب بنسبة ملحوظة. 

وقد يكون هذا أحد الأسباب في تميز النظام الغذائي المتوسطي بانخفاض معدلات الوفاة المبكرة.

وتذهب الفوائد أبعد من ذلك، حيث تشير أبحاث أولية إلى قدرة مركبات زيت الزيتون على مقاومة نشاط الجذور الحرة التي ترتبط بأمراض السرطان. 

كما أنه يعزز من حساسية الإنسولين، مما ينعكس إيجابياً على تنظيم مستويات السكر، ويقلل خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري.

ومن الملفت أن زيت الزيتون يدخل كذلك في تعزيز وظائف الدماغ، إذ أظهرت دراسات أمريكية ارتباطه بتقليل تراكم بروتينات مرتبطة بمرض ألزهايمر، كما لوحظ تأثيره الإيجابي على الحالة النفسية، ما يجعله عنصراً داعماً للصحة العقلية والمزاج.

أما على صعيد التجميل والصحة الجسدية:

 فيُستخدم زيت الزيتون لترطيب البشرة، وعلاج مشاكل الشعر، وتحسين الهضم، بل ويقال إنه يساهم في دعم الوظيفة الجنسية للرجال، وإن كان ذلك لا يزال محل نقاش علمي.

لكن لا بد من التنويه أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل زيادة الوزن، أو اضطرابات هضمية، خاصة إذا استُخدم بكميات كبيرة على الريق أو في درجات حرارة مرتفعة أثناء الطهي.

في المحصلة، يبقى زيت الزيتون عنصراً غذائياً متكاملاً، تتجلى قيمته في الاستخدام الواعي والمعتدل، في ظل نمط حياة صحي ومتوازن. 

فهو ليس فقط زيتاً للطبخ، بل مفتاح وقائي شامل، يجمع بين طعم لذيذ وفوائد تمتد من القلب إلى الدماغ.