تحديات تواجه كأس العالم للأندية قبل بدايتها

تحديات تواجه كأس العالم للأندية قبل بدايتها

قبل أيام قليلة من انطلاق النسخة الجديدة والمنتظرة من كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، يواجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جملة من التحدّيات التي تُلقي بظلالها على البطولة وتبرز شكوكاً حول مدى نجاحها في نسختها الموسّعة.

ورغم الجهود المكثفة التي بذلها الـ “فيفا” لتقديم نسخة استثنائية بمشاركة 32 فريقاً من مختلف القارات، فإن العقبات تتوالى، من غياب الأسماء الكبرى، إلى معارضة الدوريات والاتحادات، مروراً بضعف التغطية الإعلامية والمبيعات الباهتة للتذاكر، وصولاً إلى أزمات سياسية واجتماعية تمسّ صورة البطولة قبل أن تبدأ.

عداء صريح من أوروبا… وتلويح بالإضراب
من أبرز العراقيل التي تواجه البطولة معارضة علنية من رابطة الدوري الإسباني، بقيادة خافيير تيباس، ونقابة اللاعبين “فيفبرو”، فضلاً عن امتعاض أوروبي عام من ازدحام الجدول، الذي دفع رودريغو هيرنانديز (رودري) أفضل لاعب في العالم لعام 2024 إلى التلويح بإضراب.
ورغم هذا الغضب، لا يبدو أن الـ “فيفا” ينوي التراجع، بل اختار المضيّ قدماً في توسيع البطولة وتوزيع الحوافز المالية، مما جعل الأندية الأوروبية الكبيرة عبر رابطة الأندية تقدم في النهاية للمشاركة.

من وصول نادي باريس سان جيرمان. (أ ف ب)

غيابات مؤثرة ونظام تأهل مثير للجدل
البطولة ستُقام في غياب عدد من أبرز نجوم كرة القدم، على رأسهم محمد صلاح وكريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى لامين يامال، أحد أبرز الأسماء المرشحة للكرة الذهبية.
وفيما تضم القائمة 12 نادياً من أوروبا، فإن النظام المُعتمد للتأهّل استبعد أبطال الموسم الأخير في إسبانيا (برشلونة)، إنكلترا (ليفربول)، وإيطاليا (نابولي)، بسبب اقتصار المقاعد على ممثلَين اثنين لكل دولة، واعتماد نتائج المواسم الأربعة السابقة، مما أثار موجة من الانتقادات.

تذاكر راكدة.. واهتمام جماهيري خافت
في الولايات المتحدة، لا تحظى البطولة باهتمام جماهيري واسع، والتغطية الإعلامية محدودة، والتذاكر لم تُحقق مبيعات تُذكر، رغم انخفاض أسعارها بنسبة وصلت إلى 80%؛ وحده ريال مدريد تمكّن من جذب الأنظار، بينما لا تزال مباريات أخرى دون نفاد تذاكرها، في مشهد غير معتاد قبل حدث عالمي بهذا الحجم.

أزمات سياسية وظروف أمنية
وفي خضم هذا المشهد المقلق، جاءت أعمال الشغب الأخيرة في لوس أنجليس لتزيد من حدة التوتر، خاصة بعد تضرر أحد الملاعب المستضيفة لمواجهة أتلتيكو مدريد وباريس سان جيرمان. كذلك، أثار اقتراب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حليف إنفانتينو، من المشهد السياسي، توتراً إضافياً قد يؤثر على صورة البطولة، ولا سيما مع تصاعد الجدل حول سياسات الولايات المتحدة في ملفات الهجرة والرسوم الجمركية.

الصورة غير واضحة
على الرغم من أن كأس العالم للأندية 2025 لم تبدأ بعد، فإن الحديث في داخل أروقة الـ “فيفا” بدأ بالفعل حول نسخة 2029 وتوسيعها مجدداً، وسط ضبابية كبيرة تكتنف البطولة الحالية.
ومن الواضح أن كأس العالم هذه لم تولد في ظروف مثالية، بل هي بطولة تحفّها الشكوك من كل جانب، وتكافح لتفرض حضورها في أجندة كروية مكتظة، في بلدٍ ما زال جمهوره متردداً حيال جدوى هذه البطولة.