توقعات لبنان… واستبعاد أي رد من “حزب الله”

ر.ع.
تترقب بلدان المنطقة والعالم الضربات الاسرائيلية التي استهدفت منشأت نووية ومواقع عسكرية ايرانية فجر اليوم، وما اذا كانت لها انعكاسات على الداخل اللبناني المنقسم في الاصل حيال النظرة الى طهران وسياساتها في لبنان والمنطقة.
ولا شك أن “حزب الله” أولى الجهات المتضررة من هذا الاستهداف الذي تنتظره اسرائيل منذ اكثر من اربعة عقود حيث لا يمكنها تحمل اي دولة في المنطقة تهدد امنها الاستراتيجي، ولا سيما اذا كان توجه هذه الدول نحو امتلاك السلاح النووي وهذا ما بداته في العراق ابان عهد صدام حسين وتدميرها “مفاعل تموز” عام 1981 في عز ايام الحرب العراقية- الايرانية.
نعيم قاسم منددا بالعدوان (وكالات)
بعد كل الانتكاسات التي تعرض لها محور طهران ذهبت تل ابيب الى استهداف الرأس الايراني هذه المرة.
وما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي ويتناقله اللبنانيون من ردود يشكل عينة عن هذه المساحة من الانقسامات التي ظهرت بقوة اكثر بعد اقدام “حزب الله” على المشاركة في حرب اسناد غزة وما جرته على لبنان والمنطقة من تبدلات في الخريطة العسكرية والدخول في وقف اطلاق النار الذي لم تلتزم به اسرائيل من لحظة توقيعه طوال كل الاشهر الأخيرة .
وفي لحظة الترقب على ضوء كل هذه الهزات واقدام بنيامين نتنياهو على ترجمة ما اطلقة من شريط تهديداته يتم التوقف عند موقف حزب الله وما اذا كان سيشغل ما تبقى من الته الصاروخية حيث تقول اكثر المعطيات ولجملة من الاسباب انه من المستبعد تماما إقدامه على مثل هذا الفعل الذي ستتلقفه اسرائيل حيث لا شيء يمنع حكومتها من استغلال هذا الامر.
ولذلك ثمة جهات لبنانية عدة مناوئة للحزب وسياساته تحذر من الاقدام على “اي دعسة ناقصة بعد كل ما جلبته حرب الاسناد من دمار لبنان. وان لا مفر امام الحزب والدولة الا الالتزام بوقف اطلاق النار وتطبيق مندرجاته وسحب كل سلاح حزب الله وتسليمه للجيش ليكون الجهة الوحيدة المسؤولة عن كل ما يتعلق بالسلاح وأمن البلد”.
ويجمع كثيرون هنا ان من مصلحة لبنان وتحديد الحزب عدم ” مشاركته” في اي اسناد لايران هذه المرة. ويعلق الخبير العسكري العميد المتقاعد الياس فرحات على هذه النقطة بقوله لـ “النهار” ان: “رد الحزب يكون متوقعا في حال اقدمت اسرائيل على اجتياح بري واحتلت مساحات في الجنوب، لكنه يترك الامر للدولة اليوم انطلاقا من القرار الذي اتخذه بعد وقف اطلاق النار”.
من جهته يقول عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب فادي كرم لـ “النهار” ان ” لا علاقة للبنانيين بالمفاوضات النووية واستهداف اسرائيل لايران. ويجب التركيز على انقاذ لبنان واعمار ما سببته الحرب الاخيرة والعمل سحب سلاح الحزب وتسليمه للجيش وتطبيق وقف اطلالق النار واعطاء الدور المطلوب للامم المتحدة”.
ولا يتوقع كرم ” اقدام حزب الله على رد عسكري في اتجاه اسرائيل التي مارست حربا متدرجة ضد محور الممانعة. وعند دخول دول كبرى في حروب من هذا النوع من مصلحة الحزب وكل لبنان عدم الدخول فيها”.