تقرير بنك عوده الأسبوعي: أسعار اليوروبوندز تصل إلى أدنى مستوياتها

مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران وتنامي المخاوف من تدحرج التطورات الأمنية نحو حرب أوسع في المنطقة، وبعد قرار المفوضية الأوروبية بإدراج لبنان على لائحة الدول “العالية المخاطر” في مجال مكافحة تبييض الأموال، ظلت الأسواق المالية اللبنانية تشهد هذا الأسبوع استقراراً في سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية لتداول العملات، بينما واصلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية منحاها التنازلي مع ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، وعاودت أسعار الأسهم تراجعها، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، ظل سعر صرف الليرة مقابل الدولار يتحرك ضمن هوامش ضيّقة في محيط 89600-89700 هذا الأسبوع، بينما بلغت احتياطيات مصرف لبنان السائلة بالعملات زهاء 11.1 مليار دولار في نهاية أيار 2025، ما أدى إلى تراكم نمو في الاحتياطيات مقداره 974 مليون دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام. وفي ما يخص سوق سندات اليوروبوندز، تواصل العرض الأجنبي مع ارتفاع المخاطر الجيوسياسية في المنطقة في حين ظل الطلب شبه غائب، ما استتبع تراجعاً في أسعار الطلب على سندات الدين الحكومية من 16.95 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق إلى 16.00 سنت للدولار الواحد يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى لها منذ شهرين. وعلى صعيد سوق الأسهم، عادت بورصة بيروت لتسلك منحىً تنازلياً كما يستدل من خلال تراجع مؤشر الأسعار بنسبة 1.5%، بينما زادت أحجام التداول بنسبة 34% أسبوعياً إلى 1.9 مليون دولار.
الأسواق
في سوق النقد: تراجع معدل فائدة الانتربنك من يوم إلى يوم من 15% في نهاية الأسبوع السابق إلى 10% يوم الجمعة، في إشارة إلى التوفّر النسبي في السيولة بالليرة اللبنانية داخل سوق النقد، بينما ظلت كلفة الكاش بالليرة تناهز الصفر بالمائة. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 29 أيار 2025 أن الودائع المصرفية المقيمة تقلصت بقيمة 1009 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 2965 مليار ليرة وسط تقلص في الودائع تحت الطلب بقيمة 2788 مليار ليرة وتراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 177 مليار ليرة، بينما ارتفعت الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 1956 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 21.9 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 89500 ل.ل.). في هذا السياق، تقلصت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) بقيمة 1730 مليار ليرة وسط تقلص في حجم النقد المتداول بقيمة 250 مليار ليرة وتراجع في محفظة سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بمقدار 471 مليار ليرة.
في سوق القطع: رغم تصاعد التوتر الإقليمي، ظلّ الاستقرار السمة الرئيسية التي تميّز السوق الموازية لتداول العملات. إذ ظل سعر صرف الليرة مقابل الدولار يسجّل تحركات هامشية في محيط 89600-89700، في حين بلغت احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي زهاء 11109 مليون دولار في نهاية أيار 2025 مقابل 10135 مليون دولار في نهاية كانون الأول 2024. توازياً، بلغ احتياطي الذهب لدى مصرف لبنان زهاء 30389 مليون دولار في نهاية أيار (9.2 مليون اونصة بسعر 3303 دولار للأونصة الواحدة) مقابل 24102 مليون دولار في نهاية كانون الأول 2024، أي بارتفاع مقداره 6.3 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي. الجدير ذكره هنا أنّ لبنان يسجّل اليوم أعلى نسبة احتياطي ذهب إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم بنسبة تقارب 100% مقابل متوسط عالمي بحدود 4%. تقف هذه النسبة المرتفعة وراء مقترحات اللجوء إلى جزء من احتياطي الذهب لدى مصرف لبنان من أجل سدّ الفجوة في القطاع المالي، مع الحفاظ على تموضع لبنان في المركز الأول عالمياً على صعيد نسبة احتياطي الذهب إلى الناتج المحلي الإجمالي.
في سوق الأسهم: عادت بورصة بيروت لتسجّل تراجعات في الأسعار هذا الأسبوع بعد أسبوعين من الزيادات، كما يستدل من خلال انخفاض مؤشر الأسعار بنسبة 1.5%. فمن أصل 7 أسهم تم تداولها، تراجعت أسعار ثلاثة أسهم، بينما ارتفع سعر سهم واحد وظلت أسعار ثلاثة أسهم مستقرة. في التفاصيل، انخفضت أسعار أسهم “سوليدير أ” بنسبة 3.2% أسبوعياً إلى 83.70 دولار، وتراجعت أسعار أسهم “سوليدير ب” بنسبة 0.8% إلى 81.15 دولار. وفي ما يخص الأسهم المصرفية، تراجعت أسعار إيصالات إيداع “بنك لبنان والمهجر” بنسبة 0.5% إلى 6.02 دولار. وظلت أسعار أسهم “بنك بيبلوس العادية” مستقرة عند 0.91 دولار. واستقرت أسعار أسهم “بنك بيبلوس التفضيلية فئة 2009” عند 29.99 دولار. وبقيت أسعار أسهم “بنك عوده التفضيلية فئة I” مستقرة عند 20.00 دولار. وعلى صعيد الأسهم الصناعية، ارتفع سعر سهم “هولسيم لبنان” بنسبة 0.4% إلى 79.50 دولار. على صعيد أحجام التداول، زادت قيمة التداول الاسمية بنسبة 34.3% أسبوعياً، من 1.4 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 1.9 مليون دولار، علماً أن أسهم “سوليدير” استحوذت على نحو 91.9% من النشاط، بينما نالت الأسهم المصرفية 6.8% منه والأسهم الصناعية الحصة المتبقية البالغة 1.3%.
سوق سندات اليوروبوندز: بعد أن أنهت بعثة صندوق النقد الدولي مباحثاتها مع السلطات اللبنانية حول برنامج إصلاح إقتصادي شامل يهدف إلى استعادة الاستدامة الماكرو-اقتصادية ودعم إعادة الإعمار، وفي ظل تصاعد التوتر الاسرائيلي-الإيراني وتنامي المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب موسّعة في المنطقة، واصل المتعاملون المؤسساتيون الأجانب عرض سندات اليوروبوندز اللبنانية، بينما ظل الطلب شبه غائب. وهذا ما انسحب تراجعاً مستمراً في أسعار سندات الدين الحكومية إلى أدنى مستوى لها منذ شهرين، حيث أقفلت عند 16.00-17.00 سنت للدولار الواحد على طول منحنى يوم الجمعة بالمقارنة 16.95-17.65 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. يجدر الذكر أنّ أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية قد قفزت بنحو 167% منذ أواخر أيلول 2024، حيث كان يتمّ تداولها بسعر 6 سنت للدولار الواحد.