هل تعزز الحرب على إيران موقف بنيامين نتنياهو؟

هل تعزز الحرب على إيران موقف بنيامين نتنياهو؟

يحتمل أن يكون موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسي المهتز قد تعزّز بفضل الحملة التي تشنّها إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية وقيادة طهران، لكنه يحتاج، وفقاً لمحللين، إلى إظهار أن العملية العسكرية ناجحة والحؤول دون تحوّلها إلى صراع طويل الأمد للحفاظ على التأييد الشعبي، وفق تقرير تحليلي لصحيفة “نيويورك تايمز”، وفيه:

 

منذ بدء الهجمات الأسبوع الماضي، يحتشد الإسرائيليون حول راية الدولة، وإن لم يكن حول نتنياهو شخصياً. أما الاحتجاجات التي شهدتها شوارع إسرائيل ضد نتنياهو وحكومته، التي تعتبر الأكثر تطرفاً في تاريخ البلاد، فقد توقفت موقتاً بسبب حالة الطوارئ الأمنية التي تمنع التجمعات العامة، وتؤدي إلى إغلاق المدارس وتعليق معظم الأنشطة غير الأساسية.

 

وقد تصاعدت المواجهة مع إيران بعد أيام فقط من تزعزع تماسك ائتلاف نتنياهو، إذ نجا يوم الخميس من محاولة لحلّ الكنيست وإسقاط حكومته بعد جدل حاد حول تجنيد الرجال الحريديم (اليهود الأرثوذكس) في الجيش، وهي مسألة سياسية وغيرها تم تعليقها موقتاً حالياً.

 

يؤيد العديد من الإسرائيليين، خاصة بعد هجوم 7 تشرين الأول 2023 الذي شنّته “حماس” المدعومة من إيران، فكرة احتواء إيران واعتبارها تهديداً مباشراً لإسرائيل، لكنهم منقسمون بشأن شكل الرد الإسرائيلي وضرورة التنسيق مع الولايات المتحدة، بحسب استطلاعات الرأي.

 

لشهور، طالب منتقدو نتنياهو داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بضرورة التحرك الحاسم ضد إيران، خاصة بعد أن تضرّرت أذرعها الإقليمية، لا سيما “حزب الله” في لبنان، بشدة بفعل الضربات الإسرائيلية.

وفي تقييمات إسرائيلية منفصلة، قُدّر أن إيران تملك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع تسع قنابل نووية، وأنها بدأت مؤخراً باتخاذ خطوات لتسليح هذه المادة، وهو ما تقول إسرائيل إن طهران لم تقم به من قبل. وفي خطاب متلفز صباح الجمعة، بعد انطلاق الحملة الجوية الإسرائيلية، قال نتنياهو إن إيران تبعد أشهراً قليلة فقط عن امتلاك القنبلة النووية.

 

ويحتمل أن تكون هذه العوامل مجتمعة قد شجّعت نتنياهو، الذي عرف طيلة مسيرته السياسية بأسلوب تدريجي أكثر منه استراتيجي شامل في إدارة الأزمات، على الأقل حتى اندلاع الحرب في غزة. ويشير المحللون إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال غير قادر على تحقيق هدفيه الرئيسيين: تدمير “حماس” وإعادة الأسرى المحتجزين هناك منذ أكثر من 20 شهراً، ما يرفع من توقعات الإسرائيليين بتكلفة مرتفعة لأي مواجهة طويلة مع إيران.

 

وقال البروفيسور يوناتان راينهولد، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة بار إيلان: “نتنياهو في موقع أفضل مما كان عليه عند بدء كل هذا”، لكنه أضاف: “الأمر لا يتعلق فقط بانتصارات تكتيكية، بل أيضاً بانتصارات استراتيجية ودبلوماسية”.

 

وقد تشكّل المواجهة مع إيران فرصة لنتنياهو لإعادة رسم إرثه السياسي، الذي تلطّخ بعد هجوم “حماس” المفاجئ في تشرين الأول 2023، وتعامل الحكومة غير الشعبي مع حرب غزة الممتدة.

ورغم أن الكثير من الإسرائيليين يؤيدون قراره بنقل المعركة إلى إيران، فإنهم في نهاية المطاف سيتساءلون عن طريقة إدارة هذه الحرب، وعن مدى التنسيق مع واشنطن، وإن كان قد تسبب في خلافات مع أهم حلفاء إسرائيل، كما قال يوحانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي في القدس.

وأضاف بليسنر: “نحن في وضع تعبئة، هناك مئات الصواريخ الباليستية تستهدف مراكزنا السكانية، ومئات الطيارين المقاتلين يخاطرون بحياتهم. إنها لحظة فاصلة محتملة في المسار التاريخي الإقليمي والوطني”، والتي من المحتمل أن تكون لها “تداعيات سياسية لا على نتنياهو فقط، بل على النظام بأكمله”.

حالياً، يثني خصوم نتنياهو السياسيون علناً على الضربات.

 

وقال رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، وهو أبرز خصوم نتنياهو، في منشور على منصة X يوم السبت: “إسرائيل تنقذ العالم من إيران نووية”. كما كتب زعيم المعارضة يائير لابيد يوم الأحد منشوراً يدعو فيه إلى الوحدة في ظل “الهجوم القاتل من إيران.