هل تتمتع فرق أمريكا الجنوبية بميزة في كأس العالم للأندية؟

مع انطلاق النسخة الأولى من كأس العالم للأندية 2025 بنظامها الجديد في الولايات المتحدة الأميركية، حققت البطولة بداية واعدة بمباراة افتتاحية جمعت الأهلي المصري وإنتر ميامي الأميركي، رغم النتيجة السلبية.
هذه البداية عزّزت الطموحات بمشاهدة نسخة مميزة ومثيرة من هذه المسابقة المعدّلة. ومع ذلك، لا تزال التوقعات تميل بشكل كبير لصالح الأندية الأوروبية الكبرى، التي تؤكد -في أغلب الأحيان- هيمنتها كمرشّحة أولى عند المشاركة في أيّ بطولة.
ورغم السيطرة المطلقة للأندية الأوروبية على النسخ السابقة من كأس العالم للأندية قبل تعديل نظامها، فإنّ نسخة هذا العام قد تحمل طابعاً استثنائياً من نواحٍ عدّة، لعل أبرزها هو توفر فرصة سانحة لأندية أميركا الجنوبية، التي قد تتفوّق هذه المرّة على نظيراتها الأوروبية وبقية الفرق المشاركة.
البطولة الأولى بهذا النظام الجديد تستوعب 32 فريقاً من مختلف القارات، لكنها واجهت العديد من التحديات قبل انطلاقها، وحتى في الأيام الأخيرة قبل بدايتها. أبرز هذه التحديات كان اختيار الولايات المتحدة الأميركية كدولة مضيفة، على الرغم من محدودية شعبية كرة القدم هناك. كذلك برزت مشكلات أخرى مثل فارق التوقيت الكبير مع بقية دول العالم وبعد المسافات. صحيح أنّ معظم الفرق سعت للتغلب على هذه العقبات بالسفر مبكراً وإقامة معسكرات تحضيرية في داخل الولايات المتحدة، إلا أنّ ذلك تسبب في زيادة الإنفاق المالي لمعظمها.
على الجانب التنظيمي، واجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تحدياً تمثل في ضعف الإقبال الجماهيري على المباراة الافتتاحية. وحتى محاولات الـ “فيفا” لتشجيع الحضور عبر تخفيض أسعار التذاكر مرات عدّة، لم تُحقق النتائج المرجوّة.
من جهة أخرى، تتمتع أندية أميركا الجنوبية، التي يبلغ عددها ستة فرق برازيلية وأرجنتينية، بميزات مهمة عديدة، تجعل الظروف أكثر ملاءمة لها. فبالإضافة إلى قرب المسافات بينها وبين الولايات المتحدة، فإنّ ارتباط عشاق كرة القدم بهذه الأندية يعزّز الحضور الجماهيري المتوقع في مبارياتها. فرق مثل فلامنغو، بالميراس، ريفر بليت، وبوكا جونيورز تتمتع بقواعد جماهيرية ضخمة تعرف بشغفها وحماسها الاستثنائي، وهو ما يمنح هذه الفرق “سلاحاً جماهيرياً إضافياً” قد يرجّح كفتها.
جانب من جمهور بالميراس في المدرجات. (أ ف ب)
على الجانب الفني، تمتلك الفرق البرازيلية والأرجنتينية سجلاً مميزاً، ومواهب استثنائية، إلى جانب القدرة البدنية والحضور القوي في داخل الملعب. هذا الخليط الفريد قد يجعل نسخة 2025 مختلفة تماماً، وربما نشهد خلالها فريقاً من خارج أوروبا يحصد اللقب، ليكسر احتكار القارة العجوز، فينقل الكأس إلى واحدة من دول أميركا الجنوبية.