أهداف إيران في إسرائيل: عمليات غير عادية… كيف ستؤثر على تطورات الحرب؟

اعتمدت إيران تكتيكاً عسكرياً قام على إطلاق عدد كبير من المقذوفات، صواريخ ومسيّرات، في محاولة للتحايل على الدفاعات الجوية الإسرائيلية والتمكّن من الوصول إلى أهداف استراتيجية، والمفارقة كانت قدرة إيران على استهداف مواقع حساسة لم تضربها خلال عمليتي “الوعد الصادق 1-2″، ما طرح أسئلة بشأن أهمية هذه المواقع المستهدفة وتأثير ضربها على مجريات الحرب.
وتمكّنت إيران من استهداف مواقع تتسم بالحساسية، كمصفاة حيفا، ومركز أبحاث وايزمان، إحدى أبرز المؤسسات العلمية في العالم المختصّة بالشؤون العسكرية والأمنية والتكنولوجية وحتى النووية، والذي يقدّم خدماته للمؤسسات الإسرائيلية الرسمية، بالإضافة إلى مراكز تابعة للاستخبارات وقواعد عسكرية ومبانٍ قيل إنها تعود لمسؤولين أمنيين إسرائيليين.
الرقابة الإسرائيلية العسكرية منعت من تحديد كل الأهداف بدقة، لكن التسريبات بيّنت أهمية بعض المواقع المستهدفة، وقد يكون ثمّة مواقع أخرى غير مكشوفة بعد، وفي هذا السياق، يتحدّث الخبير في الشأن الإسرائيلي صالح أبو عزة عن أبرز المواقع المستهدفة، ويعدد منها وزارة الدفاع الإسرائيلية، مصنع رفائيل للصناعات العسكرية، والأهم مبانٍ “مخصّصة لضبّاط وعناصر الاستخبارات”.
وهذه الاستهدافات استثنائية وقد تكون الأولى من نوعها في تاريخ إسرائيل الحديث، ولم تحصل في مواجهات سابقة بين إسرائيل وإيران وفصائل الأخيرة المسلّحة. في هذا السياق، يقول أبو عزة لـ”النهار” إن إسرائيل “تعترف” بأن الاستهدافات “دقيقة”، وهذا مردّه إلى “الخرق” الإيراني الحاصل داخل مؤسساتها والذي “لم تقدّره” تقديراً صحيحاً.
الدفاعات الجوية الإسرائيلية تصد هجمات إيرانية (أ ف ب).
لكن أضرار هذه الضربات مادية أكثر منها بشرية، كون الملاجئ في إسرائيل مجهّزة لضربات عسكرية قوية وحتى “نووية”، وفق الخبير في الشأن الإسرائيلي، والإسرائيليون يهرعون نحو الملاجئ فور بدء الضربات الإيرانية، ما يقلّل من حصيلة القتلى والجرحى، لكن “الضرر كبير” في ما يتعلّق بالمباني والمنشآت الحيوية.
استهداف مركز أبحاث وايزمان ومصنع رفائيل وغيرها فتح النقاش حيال أهمية هذه المواقع والخدمات التي تقدمها، واحتمال تأثير هذه الضربات على مسار الحرب والقدرات الإسرائيلية، لكن إسرائيل لا تعتمد مبدأ مركزية المنشآت. ووفق أبو عزة، فإن مصانعها ومراكز أبحاثها وحتى منشآتها النووية ومؤسساتها الحيوية تتوزّع من شمالها إلى جنوبها، لأن القيادة الإسرائيلية تفترض “التهديد المستمر”، ما يقلل حجم الخسائر، ويقلّص تأثير القصف الإيراني على مسار العملية الإسرائيلية.
في المحصلة، فإن الاستهدافات الإيرانية في الداخل الإسرائيلي نوعية وقد تكون غير مسبوقة خلال فترة العقود الماضية، لكنها مكلفة جداً لإيران، كونها تطلق أعداداً كبيرة من الصواريخ لإيصال عدد أقل، لكن بنك الأهداف قد يتبدّل ويصبح أكثر حساسية إذا طال أمد الحرب واشتدّت العمليات الإسرائيلية، ولائحة المواقع النووية والعسكرية المهمة في إسرائيل تطول.