جنود أمريكيون نائمون على الأرض… الصور التي شاركها حاكم كاليفورنيا ليست من كابول ولا من تقنية الذكاء الاصطناعي #تحقق_الحقائق

تثير صورتان نشرهما أخيراً حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم لجنود أميركيين نائمين على الارض بعد ارسالهم لضبط الأوضاع في لوس انجليس، جدلا بعدما اتهمه مستخدمون بانه نشر صورتين قديمتين ملتقطتين في مطار كابول، خلال انسحاب القوات الاميركية من أفغانستان عام 2021، وايضا بأنه تم انشاؤهما بواسطة الذكاء الاصطناعي. الا ان لا دليل على صحة هذه الاتهامات. في الواقع، يتبين ان صورتي الحاكم نشرهما موقع صحيفة San Francisco Chronicle في 9 حزيران 2025، بكونهما حصريتين له. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم
تظهر الصورتان جنودا نائمين أرضا، جنبا الى جنب. وجاء نشرهما في 9 حزيران 2025 في وقت أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بما وصفه بأنه “قرار عظيم” بعد نشر قوات الحرس الوطني لقمع الاحتجاجات في لوس أنجليس، خلافا لرغبة نيوسوم ورئيسة بلدية المدينة. وكتب معهما الحاكم نيوسوم مخاطبا ترامب: “أرسلتم جنودكم إلى هنا بلا وقود، ولا طعام، ولا ماء، ولا مكان للنوم”. وأضاف: “إذا كان هناك من يعامل قواتنا بطريقة غير محترمة، فهو أنت”.
منشور نيوسوم في اكس – 9 حزيران 2025
ومنذ نشرهما، استقطبت الصورتان اهتماما واسعا وردودا وتعليقات مختلفة، بينها اتهامات لنيوسوم بأنه “نشر صورا قديمة تظهر جنودا اميركيين في مطار كابول خلال انسحاب القوات الاميركية من أفغانستان عام 2021″. كذلك علّقت احداهن: “يبدو ان الحاكم نيوسوم استخدم الذكاء الاصطناعي لتشويه سمعة الرئيس ترامب”.

من المنشورات المتهمة لنيوسوم (اكس)
من المنشورات المتهمة لنيوسوم (اكس)
اتهامات غير صحيحة
ولكن هذه الاتهامات التي وجهت الى نيوسوم خاطئة.
في الواقع، يقودنا البحث العكسي عن الصورتين الى خيوط توصلنا الى مصدر الصورتين، موقع صحيفة San Francisco Chronicle، الذي نشرهما في 9 حزيران 2025، ضمن تقرير بعنوان: ‘Wildly underprepared’: National Guard troops seen sleeping on floors in exclusive photos، اي “غير مستعدين بشكل كبير: جنود الحرس الوطني شوهدوا نائمين على الأرض في صور حصرية.
لقطة لتقرير صحيفة San Francisco Chronicle المنشور في 9 حزيران 2025
لقطة لتقرير صحيفة San Francisco Chronicle المنشور في 9 حزيران 2025
وكتبت الصحيفة مع الصورتين: “تُظهر صورٌ حصلت عليها صحيفة كرونيكل جنودًا من الحرس الوطني في كاليفورنيا، نشرتهم إدارة ترامب في لوس أنجليس، مُكدّسين في ما يبدو أنها أقبية مباني اتحادية أو أرصفة تحميل. وقال المصدر الذي قدّم الصورة إنهم حجبوا اسم أحد الجنود الذين ظهروا فيها”.
ونقلت الصحيفة في تقريرها عن شخص شارك في شكل مباشر في عملية انتشار جنود الحرس الوطني في لوس أنجليس، وطلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بالحديث عن هذه القضية، إن القوات التي أرسلتها إدارة ترامب في نهاية الأسبوع لمواجهة المتظاهرين، من دون موافقة الحاكم نيوسوم، كانت “غير مستعدة بشكل كبير”.
ونقلت الصحيفة عن المصدر، الذي منحته السرية بموجب سياستها التحريرية، إن القوات التي تظهر مساكنها الموقتة في صور حصلت عليها كرونيكل حصريا، “وصلت من دون تمويل فيدرالي لتغطية الاحتياجات الأساسية”. وأكد المصدر أن “مسؤولي الولاية والحرس الوطني في كاليفورنيا غير مسؤولين عن ذلك”.
وقال: “هذا ما يحدث عندما يطلب الرئيس و(وزير الدفاع بيت هيغسيث) نشر قوات الحرس الوطني التابعة للدولة فورًا من دون خطة مُعدّة… ومن دون تمويل فيدرالي مُتاح للغذاء والماء والوقود والسكن”. واضاف: “في الواقع، هذا فشل للحكومة الفيدرالية. وإذا كنتم ستُحوّلون هذه القوات فيدرالية، فعليكم الاعتناء بها”.
والى جانب تأكيد صحيفة San Francisco Chronicle حصريتها للصورتين، لم يمكن العثور عليهما منشورتين في تاريخ قديم، الامر الذي يدحض النظرية التي روّجتها منشورات ان الصورتين ملتقطتين في كابول خلال انسحاب القوات الاميركية من أفغانستان عام 2021.
ماذا عن فرضية الذكاء الاصطناعي؟
كلا، الصورتان حقيقيتين.
فالى جانب عدم ملاحظة مؤشرات فيهما تدل على استخدام برامج ذكاء اصطناعي لتوليدهما، جاءت نتيجة فحصهما في مواقع متخصصة بكشف الصور الزائفة، مثل Hive Google وHive Moderation وSightengine، انهما لا تتضمنان محتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
اضافة الى ذلك، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية من القيادة الشمالية الاميركية (نورثكوم)، وهي القيادة الموحدة المكلفة بنشر الجنود في لوس أنجليس، لموقع Snopes، إن الصورتين “تبدوان أصليتين”. واضاف: “الوضع متقلب للغاية حاليًا. كان الجنود الذين ترونهم في الصورة يستريحون لعدم وجودهم في مهمة حاليًا، ونظرًا للوضع الأمني المتقلب، اعتُبر السفر إلى أماكن إقامة أفضل أمرًا بالغ الخطورة. ويتوفر للجنود الطعام والماء بسهولة عند الحاجة”.
وقد اقتبست صحيفة San Francisco Chronicle كلام المتحدث، في تقرير نشرته في 10 حزيران 2025، بعنوان: We published real photos of troops sleeping on a floor in L.A. Right-wing critics called them fake، اي نشرنا صورًا حقيقية لجنود نائمين على الأرض في لوس أنجليس، ووصفها النقاد اليمينيون بأنها زائفة.
وكتبت الصحيفة: “لم يكن تأكيد وزارة الدفاع الأميركية الدليل الوحيد على صحة الصورتين. فالمبنى في لوس أنجليس الظاهر في الصورتين بدا في صورة نشرتها القيادة الشمالية الأميركية في بيان صحافي عن انتشار فريق القتال التابع للواء المشاة 79. وتتطابق شارات “رايفن” التي يرتديها الجنود في الصورتين المسربتين مع شارات الوحدة المنتشرة في لوس أنجليس، ويمكن رؤيتها في صور واسعة الانتشار لجنود وقفوا حراسًا في المدينة هذا الأسبوع”.
وقال إميليو غارسيا رويز، رئيس تحرير صحيفة الكرونيكل: “من المؤسف أن مئات الأشخاص، بعضهم لديه مئات آلاف المتابعين، لجأوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه صورٍ دقيقةٍ تمامًا”. وأضاف: “كل هذا جزءٌ من محاولةٍ أوسع نطاقًا لتشويه سمعة الصحافيين المجتهدين ونشر روايةٍ زائفةٍ تتوافق مع أيديولوجيةٍ سياسيةٍ على حساب النزاهة”.
عمليات توقيف “واسعة” خلال حظر التجوّل في لوس أنجليس
وقد بدأت شرطة لوس أنجليس توقيف أشخاص وسط المدينة في وقت متأخر أمس الثلثاء بينما تجمعّت الحشود رغم حظر ليلي للتجوّل فُرض بعد خامس يوم من الاحتجاجات على حملة إدارة الرئيس دونالد ترامب الأمنية ضد الهجرة، على ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
وتخللت عمليات نهب وتخريب في ثاني كبرى المدن الأميركي الاحتجاجات السلمية إلى حد كبير ضد تكثيف عمليات التوقيف التي تنفذها سلطات الهجرة. ودفعت التظاهرات التي بدأت الجمعة وأعمال عنف منعزلة ترامب إلى القيام بخطوة استثنائية تتمثل بإرسال قوات الجيش، في خطوة عارضها حاكم الولاية.
وعادت أعمال العنف ليل الثلثاء، لكن بعد ساعة على دخول حظر التجول حيز التنفيذ، لم يبق غير مجموعة صغيرة من المتظاهرين وسط المدينة، حيث نفّذت الشرطة عمليات توقيف عدة ودعت الموجودين إلى المغادرة.
وقالت شرطة لوس أنجليس على “إكس” في وقت متأخر الثلثاء: “تواصل مجموعات عدة التجمّع في الشارع الأول بين سبرينغ وألاميدا. يتم التعامل مع هذه المجموعات وتُنفّذ عمليات توقيف واسعة”.
وأوقفت الشرطة 25 شخصا بشبهة خرق حظر التجول ليل الثلثاء، بحسب ما أفادت “لوس أنجليس تايمز” نقلا عن الشرطة.
ويتوقع أن يرتفع عدد الموقوفين في وقت تتحرك قوات إنفاذ القانون لإبعاد باقي المحتجين عن المنطقة، بحسب الصحيفة.
وقالت رئيسة بلدية لوس أنجليس كران باس في وقت سابق إنها أصدرت قرار حظر التجول “لوقف أعمال التخريب والنهب”.