ثورة غوارديولا الحديثة مع مانشستر سيتي

ثورة غوارديولا الحديثة مع مانشستر سيتي

بدأ مانشستر سيتي بتنفيذ ثورة كروية جديدة بقيادة مدربه بيب غوارديولا، تمهيداً لدخول الموسم المقبل بأسلحة جديدة، وأهداف واضحة، أبرزها العودة إلى منصات التتويج المحلية والأوروبية، وبناء فريق جاهز للمنافسة على لقب كأس العالم للأندية المقبلة.

“بالطبع، ستنضم وجوه جديدة، خاصةً في المراكز الأضعف”. بهذه الكلمات افتتح غوارديولا حديثه عقب ختام موسم 2024/2025، الذي وصفه كثيرون بـ”الموسم المُخيّب”.

ومن جهة أخرى، أكّد رئيس النادي خلدون المبارك، في تصريحات رسمية: “انضم أربعة لاعبين في كانون الثاني/ يناير، ما يُعطي فكرة عما ينتظرنا هذا الصيف، سنواصل عملنا برؤية واضحة، هدفنا هو بناء فريق جديد جاهز لكأس العالم للأندية”.

بيب غوارديولا. (وكالات)


تعزيزات من العيار الثقيل
وبالفعل، لم يتأخر النادي كثيراً في تنفيذ وعوده؛ إذ أعلن عن ضم أربعة أسماء وُصفت بـ”الأساسية” في مشروع غوارديولا الجديد: الهولندي تيغاني رايندرز، الجزائري ريان آيت نوري، الفرنسي ريان شرقي، والحارس الإنكليزي ماركوس بيتينيلي، وهي صفقات كلفت خزينة النادي نحو 150 مليون يورو، في خطوة تؤكد سعي “السيتيزنس” لبناء جيل جديد متكامل ومتوازن.
ومن أبرز هذه التعاقدات، صفقة رايندرز، الذي تألق بشكل لافت مع ميلان، وسجل ما يقرب من 20 هدفاً خلال الموسم، لينضم مقابل 55 مليون يورو + 15 مليون كمتغيرات، بالإضافة إلى آيت نوري الذي خطف الأضواء مع وولفرهامبتون، ووقّع على عقد يمتد حتى 2030.
أما صفقة ريان شرقي، فقد أُبرمت بعد اتفاق شفهي مع أولمبيك ليون، وقدّرت بحوالي 40 مليون يورو، بينما جاء بيتينيلي كحل مفاجئ وسريع لتعزيز مركز حراسة المرمى، في ظل الشكوك البدنية التي طالت عدداً من عناصر الخط الخلفي خلال الموسم الماضي.

إعادة بناء بدأت في الشتاء
هذه الثورة لم تكن وليدة الصيف فقط، بل بدأت فعلياً منذ سوق الانتقالات الشتوية، عندما أنفق مانشستر سيتي أكثر من 200 مليون يورو لجلب عمر مرموش، نيكو غونزاليس، عبد القادر خوسانوف، وفيتور ريس، وجاء ذلك كرد فعل على التراجع الكبير في مستوى الفريق، الذي كلّفه الخروج من كافة البطولات الكبرى.
وقال خلدون المبارك بهذا الشأن: “عندما أستعيد ذكريات الصيف الماضي، أعتقد أنه كان ينبغي علينا أن نكون أكثر حزماً في بعض التغييرات، لكننا لم نفعل، وكلفنا ذلك الموسم”.

موسم للنسيان… ودرع لا يُواسي
رغم كل الإنفاق السابق، خرج سيتي خالي الوفاض من الدوري الإنكليزي ودوري أبطال أوروبا، وودّع الكؤوس المحلية مبكراً، وكانت الدرع الخيرية، التي تُوّج بها الفريق في بداية الموسم، هي الإنجاز الوحيد في عامٍ وصفته الصحف البريطانية بـ”عام السقوط الكبير”.

أرباح قياسية
ورغم التراجع الفني، حافظ مانشستر سيتي على توازنه المالي من خلال بيع عدد من نجومه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أبرزهم جوليان ألفاريز (75 مليون يورو)، كول بالمر (47 مليون يورو)، ورحيم سترلينغ (56 مليون يورو).
وبهذا، تجاوزت أرباح النادي حاجز 100 مليون يورو، ما منح الإدارة مساحة للتحرك القوي هذا الصيف.
ويُدرك غوارديولا أن التحدي الأكبر هذا الموسم يتمثل في بطولة كأس العالم للأندية، التي تلوح في الأفق كفرصة نادرة لفرض الهيمنة العالمية، خاصةً في ظل اهتمام ريال مدريد الكبير باللقب والجوائز المالية المُجزية التي قد تصل إلى 115 مليون يورو.

ملف العقوبات… الصمت يطول
وفي ظل هذا الزخم التنافسي، لا تزال سحابة من الغموض تُخيّم على النادي بسبب القضية القانونية المفتوحة مع الدوري الإنكليزي لكرة القدم، والمتعلقة بانتهاكات مزعومة لقواعد اللعب المالي النظيف، وقد وُجّهت 130 تهمة إلى مانشستر سيتي، وسط انتظار طويل لصدور حكم من اللجنة المستقلة.
ورغم بدء المحاكمة في أيلول/ سبتمبر 2024، لم يصدر أي قرار رسمي حتى الآن، ووفقاً لصحيفة “التلغراف”، فإن “الشعور العام هو أن الحكم لن يصدر قبل صيف 2025″، في واحدة من أكثر القضايا تعقيداً في تاريخ بريميرليغ، التي باتت تُعرف إعلامياً بـ”محاكمة القرن”.