تغيير اسم شارع ‘خالد الإسلامبولي’ في طهران… هل يعكس تقاربًا بين مصر وإيران؟

تغيير اسم شارع ‘خالد الإسلامبولي’ في طهران… هل يعكس تقاربًا بين مصر وإيران؟

وسط مؤشرات واضحة على تطوّر العلاقات المصرية-الإيرانية، أعلنت طهران تغيير اسم شارع “خالد الإسلامبولي”، في خطوة اعتبرها بعض المراقبين المصريين ذات دلالة رمزية على طريق التطبيع بين البلدين، اللذين شهدت علاقاتهما توترات وتجاذبات سياسية حادّة على مدى أكثر من 45 عاماً.
ويُعدّ خالد الإسلامبولي أحد المنتمين إلى جماعة “الجهاد الإسلامي”، وقد شارك في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981، خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى السنوية لحرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، التي خاضتها مصر ضد إسرائيل.

 

وأطلقت إيران اسم الإسلامبولي، الذي أُعدم في مصر عام 1982، على أحد أشهر شوارع طهران، واعتبره النظام الإيراني، الذي تولى السلطة عقب الثورة الإسلامية عام 1979، “شهيداً”، نظراً إلى كونه اغتال السادات الذي وقّع اتفاقية سلام مع إسرائيل في العام ذاته.

 

تبدّل الأولويات

يرى رئيس المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية والتدريب، الدكتور سعيد الصباغ، في حديث إلى “النهار”، أن “تغيير اسم الشارع يُعد مؤشراً رمزياً، إذ يُعبّر الاسم عن افتراق قيمي بين البلدين. فقد كان، من منظور إيراني، يمثّل قيماً ثورية تتعلق بمساندة المستضعفين وتبجيل رموز من الجماعات الإسلامية. إلا أنه اليوم لم يعد يحمل القيمة ذاتها، بل تجاوزه الزمن، ولم تعد الأجيال الجديدة في المجتمع الإيراني تتبنّاه، نظراً إلى تغيّر أولوياتها وتطلعها إلى الانفتاح والتكيّف مع البيئة الإقليمية والدولية”.

 

ويُشير أستاذ الدراسات الإيرانية إلى أن “هذه ليست المحاولة الأولى لتغيير اسم الشارع، فقد سبقتها محاولات أخرى لم تكتمل، لأنها لم تكن تنطلق من موقف مبدئي، بل ارتبطت بظروف وحسابات سياسية موقتة، ومع تغيّرها، تراجعت طهران عن تغيير الاسم”.

 

ويعتقد الصبّاغ، الذي ألّف سلسلة من الكتب عن العلاقات المصرية-الإيرانية، أن “طرح تغيير اسم الشارع هذه المرة يبدو جدياً، لأن العلاقات بين القاهرة وطهران تجاوزت هذه الرمزية، كما أن إيران مرّت في الآونة الأخيرة بتحولات داخلية وإقليمية مهمة؛ فعلى المستوى الداخلي تراجع التيار المتطرّف، خصوصاً في أوساط الشباب، وعلى المستوى الإقليمي باتت إيران بحاجة إلى دعم من القوى الإقليمية المؤثرة”.

 

ويخلص إلى أن “قراءة المشهد الإقليمي تشير إلى ولادة ديناميات جديدة، بدأت تتشكّل مع تراجع سياسة الانكفاء الأميركي، ما انعكس على العلاقات بين دول المنطقة، ومنها مصر وإيران”.

 

إزالة العوائق

من جهته، يرى الباحث المصري المتخصص في الشأن الإيراني أحمد فاروق أن تغيير اسم الشارع يمثل خطوة على طريق إزالة العوائق أمام تطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران، ويقول لـ”النهار”: “يحمل تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي رمزية كبيرة، تعكس رغبة طهران في إزالة أحد أبرز العوائق التي كانت تعرقل تحسين العلاقات. كما أن العلم البهلوي الذي يُرفع على مسجد الرفاعي في القاهرة كان يمثل عائقاً آخر”.

 

ويضيف فاروق: “نحن أمام تطوّر مهم، لأن تغيير هذا الاسم يُعبّر عن تحوّل في توجهات النظام الإيراني تجاه مصر، واستعداده لتجاوز الرموز التي شكلت نقطة خلاف تاريخية بين البلدين”.

 

ولفت الباحث إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، التي أشار فيها إلى أن جميع العقبات أمام استئناف العلاقات قد أُزيلت، باستثناء بعض الإشكاليات القليلة التي لا تزال قيد النقاش، تمهيداً لتسويتها.

 

ويعتقد فاروق أن العلاقات بين البلدين باتت قاب قوسين أو أدنى من الانتقال من مستوى “مكتب رعاية المصالح” إلى تمثيل ديبلوماسي كامل.