روسيا تبدأ هجوماً جديداً في أوكرانيا… ما هي التقديرات الأولية؟

روسيا تبدأ هجوماً جديداً في أوكرانيا… ما هي التقديرات الأولية؟

لا هوادة في “موجات اللحم” الروسية. وعلى أبواب الصيف، من المتوقع أن تتسارع وتيرتها. روسيا في طور شن هجوم جديد يتركز، لكنه لا ينحصر في دونباس، وتحديداً في دونيتسك. بعد ثلاثة أعوام من الهجوم، بل بعد 11 عاماً على دعم روسيا الانفصاليين في تلك المنطقة، لا تزال دونيتسك عصية على السقوط بشكل كامل. مع ذلك، يسجّل الروس تقدماً بالقرب من كوستيانتينيفكا التي تمثل مركزاً لوجستياً للأوكرانيين. وهي تمثل أيضاً طريقاً مفصلية للتقدم نحو آخر معاقل المنطقة مثل كراماتورسك، عاصمتها الإدارية.

 

عودة إلى الشمال

حشدت روسيا نحو 50 ألف مقاتل لتأسيس منطقة عازلة في سومي المتاخمة لكورسك، موقع التوغل الأوكراني المفاجئ في صيف 2024. تتقدم روسيا في تلك المنطقة، وسيطرت على عدد من البلدات. لكن العدد غير كاف على الأرجح للسيطرة على كامل المنطقة. سبق أن حشدت روسيا أعداداً مماثلة للسيطرة على خاركيف في أيار/مايو 2024، لكن من دون جدوى إلى حد كبير. تعثر الهجوم بحلول أوائل حزيران/يونيو من تلك السنة بعد السيطرة على عدد قليل من البلدات. ويبدو أن أوكرانيا تتقدم مجدداً بالقرب من بلدات بوروفا وفوفشانسك في خاركيف بحسب تقييم حديث لـ “معهد دراسة الحرب”.

 

مع ذلك، وبحسب ضابط أوكرانيّ متقاعد، كانت مناورة أوكرانيا في كورسك هي التي ساهمت في تقدم روسيا داخل سومي. ذكر الضابط الذي يدير موقع “فرونتيليجنس إنسايت” أن القوات الأوكرانية خسرت عدداً أكبر من المركبات أمام الروس في تلك المنطقة (994 مقابل 791) بينما خسرت عدداً أقل بكثير في محور أفديفكا-بوكروفسك (697 مقابل 2352). على افتراض أن التقدم الروسي في سومي سيشبه إلى حد كبير التقدم في خاركيف، ما الذي يمكن توقعه عن الهجوم في محور كوستيانتينيفكا؟

 

تقييمات مختلفة

بحسب تقرير لـ “إيكونوميست”، تنهمر القنابل الموجهة على البلدة بشكل يومي وتبلغ نحو 25 قنبلة في اليوم، بينما يغادر المدنيون المتبقون هناك والبالغ عددهم 8500 المدينة مع بدء حظر التجول عند الثالثة بعد الظهر. ونقلت المجلة أجواء متباينة بين القادة الأوكرانيين الميدانيين إذ يعتبر البعض أن الهجوم لن يحقق الشيء الكثير، بما أن المهاجمين يضطرون للتوغل ضمن أعداد صغيرة، بينما قال آخرون إن روسيا تطوّر بشكل نوعي مسيّراتها مما يصعّب على المدافعين مهمتهم.

 

قصف روسي على خاركيف (أ ب)

 

لكن مجدداً، كانت “إيكونوميست” نفسها قد ذكرت في آب/أغسطس الماضي اقتراب روسيا من “سحق” بوكروفسك، ومع ذلك، صمدت المدينة لغاية اليوم. ومن المتوقع أن تكون بوكروفسك مركزاً آخر للهجوم الصيفي الحالي. علاوة على ذلك، من المرجح أن تكون القوات الروسية قد وصلت إلى منطقة أوكرانية (أوبلاست) جديدة هي دنيبروبتروسك. بالرغم من أن أوكرانيا نفت ذلك معتبرة إياه تضليلاً إعلامياً، ذكر تقرير في صحيفة “كييف إندبندنت” أن يكون هذا التوغل جزءاً من محاولة تطويق بوكروفسك، من دون أن يعني ذلك تغييراً في الوضع العام للميدان.

 

خرجت أوكرانيا منتصرة معنوياً من عملية “شبكة العنكبوت” التي تسببت بأضرار كبيرة في القاذفات الاستراتيجية الروسية. من المفترض أن تساعد هذه العملية في تشجيع الأوكرانيين على خطوط الدفاع وتعزيز عزيمتهم. وإذا صمدت أوكرانيا في الصيف فقد تحصد نتيجة إيجابية في السنة المقبلة عبر مراكمة منافع المساعدات الأوروبية العسكرية المتزايدة.

 

غير أنّ الضمانات قليلة

الضابط الأوكراني السابق الذي أسس موقع “فرونتليجنس إنسايت” لم يستبعد على “أكس” سقوط كوستيانتينيفكا وبوكروفسك بسبب غياب الموارد الكافية في الوقت الحالي.

 

 

Russia is launching a large-scale summer offensive that aims to break Ukrainian morale. Vladimir Putin wants a symbolic victory at almost any cost https://t.co/Lqx9PMMh05

Photo: Reuters pic.twitter.com/7yLMcWvEkO

— The Economist (@TheEconomist) June 8, 2025

 

 

ويبدو أن ثمة ما يؤكد وجود زخم لدى القوات الروسية. فبعد نحو 10 أشهر من الحرب، يوشك الروس السيطرة على بلدة توريتسك القريبة من كوستيانتينيفكا.

 

ربما تخطت الحرب مرحلة تحقيق روسيا اختراقاً استراتيجياً على الميدان، لكن ليس مرحلة إنجاز بعض المكاسب التكتيكية. حتى لو كانت بطيئة مؤلمة.