هذه الصورة لا تتعلق بإجلاء عائلات الجنود الأمريكيين من منطقة الشرق الأوسط – FactCheck#

هذه الصورة لا تتعلق بإجلاء عائلات الجنود الأمريكيين من منطقة الشرق الأوسط – FactCheck#

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، “إجلاء عائلات جنود أميركيين من الشرق الأوسط”، وذلك مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا القرار الأربعاء، لأن الشرق الاوسط “قد يكون مكانا خطيرا”. 

 

 

الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.

 

 

الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 2 تشرين الاول 2016. وتظهر إجلاء عائلات من قاعدة غوانتانامو البحرية في كوبا، في طائرة غلوب ماستر، قبل وصول الإعصار ماثيو. FactCheck#

 

 

“النّهار” دقّقت من أجلكم

 

 

تظهر الصورة اشخاصا جالسين في طائرة عسكرية، على ما يبدو. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية عبر حسابات كتبت معها (من دون تدخل): “بدء اجلاء عائلات الجنود الامريكيين من الخليج والقواعد العسكرية”. 

 

الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس)

 

أميركا تعتزم سحب بعض الأفراد من الشرق الأوسط وسط تصاعد التوتر مع إيران

تزامن انتشار الصورة مع قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إنه سيتم إجلاء أفراد أميركيين من الشرق الأوسط لأنه “قد يكون مكانا خطيرا”. وأضاف أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، على ما ذكرت وكالة “رويترز”. 

ونقلت عن مصادر أميركية وعراقية إن الولايات المتحدة تستعد لإخلاء سفارتها في العراق جزئيا، وستسمح لأسر العسكريين بمغادرة مناطق من الشرق الأوسط، بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة.

ولم تحدد المصادر الأميركية الأربعة والمصدران العراقيان الأخطار الأمنية وراء قرار الإجلاء. وقفزت أسعار النفط بأكثر من أربعة بالمئة بعد أخبار الإجلاء. وذكر مسؤول أميركي أن وزارة الخارجية سمحت بالمغادرة الطوعية من البحرين والكويت.

وحدّثت وزارة الخارجية الأميركية إرشاداتها للسفر حول العالم مساء الأربعاء، بما يعكس أحدث المستجدات في الموقف الأميركي. وجاء في الإرشادات: “في 11 حزيران، أمرت وزارة الخارجية بمغادرة موظفي الحكومة الأمريكية غير الأساسيين بسبب تصاعد التوترات الإقليمية”.

ويأتي القرار الأميركي بإجلاء بعض الموظفين في وقت مضطرب تمر به المنطقة، إذ يبدو أن جهود ترامب للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران قد وصلت إلى طريق مسدود، وتشير معلومات للمخابرات الأميركية إلى أن إسرائيل تجري استعدادات لشن ضربة على منشآت نووية إيرانية.

وقال ترامب للصحافيين: “يتم إخراجهم لأن المكان قد يكون خطيرا، وسنرى ما الذي سيحدث. لقد أصدرنا إخطارا بالخروج”.

وعندما سُئل عما إذا كان بالإمكان فعل أي شيء لتهدئة التوتر في المنطقة، أجاب: “لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. بكل بساطة، لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي”.

 

حقيقة الصورة

الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.

 

فالبحث العكسي يوصلنا اليها مؤرشفة في موقع وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، مع الشرح الآتي: “عائلات من قاعدة غوانتانامو البحرية بكوبا استقرت في مقاعدها في طائرة بوينغ C-17A غلوب ماستر 3، لإجلائها قبل الإعصار ماثيو، في 2 تشرين الأول 2016″.

 

لقطة للصورة المنشورة في موقع البنتاغون

لقطة للصورة المنشورة في موقع البنتاغون

 

 

وتابع البنتاغون انه “تم إجلاء نحو 700 من الزوجات والأبناء والحيوانات الأليفة إلى قاعدة بينساكولا الجوية البحرية في فلوريدا، حتى انتهاء الإعصار. وتواصل قيادة القاعدة و4800 فرد الاستعدادات للعاصفة. وتم رفع حالة التأهب للإعصار إلى الدرجة الثانية في جميع أنحاء القاعدة، استعدادًا لرياح مدمرة خلال 24 ساعة”.

 

الصورة من تصوير: النقيب في الجيش الاميركي فريدريك هـ. أجي Frederick H. Agee. 

 

السبت 1 تشرين الاول 2016، كان الاعصار ماثيو الاقوى في الكاريبي منذ عقد، مندفعا نحو جامايكا وهايتي على مسار توقع الخبراء ان يقوده الى شرق الولايات المتحدة، وفقا لما ذكرت وكالة “فرانس برس”. 

وبعدما كان الاعصار بقوة 5 درجات، تراجعت حدته الى 4، بحسب المركز الوطني للاعاصير، ومقره في ميامي. لكنه أقوى اعصار يضرب الكاريبي منذ اعصار فيلكس عام 2007.

وقال خبراء الارصاد ان النماذج الحالية للاحوال الجوية تظهر انه يمكن ان يكمل طريقه نحو ولاية فلوريدا الاميركية.

 

وأصدر مسؤولو البحرية الاميركية توجيهات بإجلاء 700 من أفراد عائلاتهم من قاعدة غوانتانامو البحرية في كوبا، خلال عطلة نهاية الأسبوع، قبل اقتراب الإعصار ماثيو، على قال مدير العمليات الصحافية في البنتاغون الكابتن البحري جيف ديفيس للصحافيين، في 3 منه.

 

وأفاد بأن “زوجات الجنود وأطفالهم وحيواناتهم الأليفة نُقلوا جواً إلى مكان آمن في قاعدة بينساكولا الجوية البحرية في فلوريدا. وقد اكتملت عملية الإجلاء الليلة الماضية (2 منه)، وأمنت قيادة النقل الأميركية أربع طائرات من طراز C-17 وطائرتين من طراز C-130، لتنفيذ العملية”.

 

واشار الى ان من تم اجلاؤهم “سيبقون في قاعدة بينساكولا الجوية البحرية حتى يصبح الوضع آمنًا للعودة إلى خليج غوانتانامو”.

وذكر انه “لم يكن هناك أي تأثير على عمليات احتجاز المعتقلين، أو على المعتقلين الـ61، في إطار هذه العملية”.
وقال: “اتخذنا خطوات للحفاظ على سلامة موظفينا والمعتقلين وأمنهم. يتم احتجازهم بشكل أساسي في مبانٍ خرسانية صلبة. و هناك العديد من الأماكن التي يمكن إيواؤهم فيها والحفاظ على سلامتهم”.

 

الخميس 6 منه، طلب حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت من مليون ونصف مليون من سكان الولاية مغادرة منازلهم، تحسبا من الاعصار ماثيو القوي الذي خلف الدمار في هايتي ومناطق اخرى في الكاريبي. وتحدث عن احتمال ان يتسبب الاعصار بكارثة بسبب الرياح العاتية والامطار التي ترافقه. وقال خلال مؤتمر صحافي: “غادروا، غادروا، غادروا. لم يبق سوى القليل من الوقت”.

 

السبت 8 منه، وعلى الرغم من تراجع حدته، تابع الاعصار ماثيو صعوده على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة، مهددا بالتسبب بفيضانات مدمرة، فيما واجهت هايتي ازمة انسانية حادة بعدما خلف فيها مئات القتلى.

ففي الجزيرة الواقعة في الكاريبي، خلّف ماثيو مشاهد دمار وخراب. وتسبب بمقتل 400 شخص على الاقل في هذا البلد الشديد التأثر بالتقلبات المناخية. وبات مليون شخص يحتاجون الى مساعدة، على ما قالت منظمة “كير فرانس” غير الحكومية. واضافت ان “اعدادا كبيرة من الناس فقدوا كل شيء. باتوا لا يملكون سوى الملابس التي عليهم”.

وفي الساعة 6،00 بتوقيت غرينتش، كان الاعصار ماثيو على مقربة من ساحل كارولاينا الجنوبية (تشارلستون) وجورجيا (سافانا). والاعصار الذي ارتفع الى اعلى مستوى على مقياس سافير-سيمبسون المؤلف من خمس فئات، تراجع الى الفئة الثانية، ترافقه رياح سرعتها 165 كلم في الساعة.

وحذر المركز الاميركي لمراقبة الاعاصير من انهمار امطار قاتلة على طول الساحل الشمالي الشرقي لفلوريدا، وساحل جورجيا وساحل كارولاينا الجنوبية وكارولاينا الشمالية.

وأمرت سلطات كارولاينا الجنوبية باجلاء الاف الاشخاص عن السواحل الى الملاجىء، وخصوصا الى  القاعات الرياضية للمؤسسات التعليمية، فيما نبه المركز الاميركي لمراقبة الاعاصير من ان امطارا غزيرة قد تتسبب في حصول اضرار فادحة…

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر “إجلاء عائلات جنود أميركيين من الشرق الأوسط”، مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا القرار، لأن الشرق الاوسط “قد يكون مكانا خطيرا”. في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 2 تشرين الاول 2016. وتظهر إجلاء عائلات من قاعدة غوانتانامو البحرية في كوبا، في طائرة غلوب ماستر، قبل وصول الإعصار ماثيو.