روني برّاك: من أنغام الإيقاع إلى ألحان السينما العالمية (فيديو)

روني برّاك: من أنغام الإيقاع إلى ألحان السينما العالمية (فيديو)

روني برّاك، الاسم الذي ارتبط بصوت الطبلة وإيقاعاتها النابضة بالحياة، يبرهن أن الموسيقى لا تعرف حدوداً أو قيوداً. من أجواء المسرح إلى قاعات الأوركسترا الكبرى، ومن لبنان إلى هوليوود، يأخذنا روني في رحلة موسيقية استثنائية بين أصالة الإيقاع وتأليف الموسيقى التصويرية للأفلام، ولاسيما منها فيلم “Renner” الذي حقق له شهرة عالمية أخيراً. في هذا الحوار، يكشف لنا كيف يبتكر موسيقى تلامس المشاعر وتنسج لوحات صوتية تنبض بالحياة، متجاوزاً عالم الإيقاع فقط، ليصبح أحد أبرز مبدعي الموسيقى التصويرية في العالم العربي.

 

 

 

*كيف تحوّلت من عازف طبلة إلى مؤلف موسيقي للأفلام، ولاسيما منها فيلم “Renner”  الذي ألّفت موسيقاه التصويرية؟


– كان لي شرف تأليف الموسيقى التصويرية لهذا الفيلم الأميركي الذي قام ببطولته فرانكي مونيز. العلاقة مع المخرج روبرت ريبرغر تمتد لسنوات، إذ عملنا معاً على وثائقيات عدة، وهو معجب بأسلوبي ليس كعازف إيقاع فحسب، بل كمؤلف موسيقي أيضاً. عندما تعرّفت على منتج الفيلم، أرسلت إليه عيّنات من موسيقاي، وبدأت برحلة تأليف موسيقى لا تحمل طابعاً لبنانياً أو جنسية محددة، بل تحاكي المشاهد بروح عالمية تنسجم مع مختلف الثقافات.

 

 

المؤلف الموسيقي وعازف الإيقاع روني برّاك في

 

*كم استغرقت العمل على هذا المشروع، وكيف كانت تجربتك؟

– استغرقت حوالى ستة أشهر، وكانت تجربة تحدٍ حقيقي، خصوصاً لفهم رؤية المخرج بين أجواء الرومانسية والجو القاتم الذي يغلّف بعض المشاهد. العمل على الفيلم كان مختلفاً تماماً عن عزف الطبلة، إذ استخدمت آلات موسيقية طبيعية فقط، وابتعدت عن الإيقاع التقليدي. الموسيقى التصويرية تمثل بالنسبة إلي اختباراً نفسياً وقدرة على التعبير الدقيق بالموسيقى لتتناسب مع الأحداث المتغيرة داخل الفيلم.

 

*كيف تجمع بين عالم الطبلة والعالم الموسيقي الهادئ المختلف تماماً؟
– السّر يكمن في تنويع الآلات التي أعزفها، فإلى جانب الطبلة التي تمثّل الإيقاع والقوّة، أعزف البيانو الذي هو أداة التلحين والتعبير العميق. الموسيقى التصويرية تتطلب خلق “ثيم” يبقى عالقاً في ذهن المستمع، وهذا هدفي الدائم. التنقل بين الآلتين يمنحني ثراءً وتنوعاً موسيقياً أستطيع من خلاله التعبير عن أبعاد مختلفة من المشاعر.

 

 

روني برّاك وشقيقه

روني برّاك وشقيقه

 

 

 

*ما معنى الطبلة بالنسبة إليك؟
– الطبلة ليست مجرد آلة إيقاع، بل هي لغة للتعبير عن المشاعر حين تعجز الكلمات. كانت جزءاً من حياتي منذ طفولتي، بفضل دعم والدي، وصقلت مهاراتي من خلال الاستماع إلى أغنيات الراحل الكبير وديع الصافي والرحابنة والسيدة فيروز. أعزف الطبلة كأنني أدعو الجمهور إلى رحلة مشاعر تتصاعد وتهبط، حيث كل ضربة تحمل قصة أو حالة وجدانية خاصة.

 

 

روني برّاك في مرحلة الطفولة

روني برّاك في مرحلة الطفولة

 

* حدّثنا عن تجربتك مع السيدة فيروز.
– كان لي شرف المشاركة معها في نحو ثماني حفلات داخل لبنان وخارجه. كنت جزءاً من الأوركسترا التي تشكّل خيطاً ينسجم مع صوتها ومشاهد المسرح، ما شكّل لي تجربة فنية غنية وسعادة لا توصف. بالنسبة إليّ، الأثر الفني والمعنوي أهم من المكاسب المادية، وأجد سعادتي الحقيقية حين ينال عملي تقدير الجمهور. قلتُ للسيدة فيروز بعد إحدى الحفلات: نحن، حين كنا صغاراً، نشأنا على صوتكِ، وها أنا اليوم أعزف إلى جانبكِ… لقد تحقق حلمي، وأنا أستمع إلى هذا الصوت الملائكي عن قرب.

 

*نشرتَ أخيراً فيديو كليب من جزر المالديف بعنوان “MaldiRon”، ما قصة هذا العمل؟
– المقطوعة هي من تأليفي منذ سنوات طوال، واستغللت زيارتي لجزر المالديف من أجل تصوير الفيديو كليب، بحيث دمجت فيه الموسيقى اللاتينية بالعربية، مع الطبلة كأساس رئيسي. لدي ثلاث مقطوعات أخرى جاهزة للتصوير، وأخطط لإصدارها أغنيات منفردة قبل تجميعها في ألبوم موسيقي كامل.

 

*هل هناك تعاونات فنية جديدة؟
– نعم، تعاونت أخيراً مع النجم وائل كفوري في أغنية ضمن ألبومه المقبل. قمت بتوزيع الأغنية بأسلوب أوركسترالي يحمل لمستي الخاصة. اللقاء مع كفوري كان مصادفة جميلة، وأحببت الأغنية كثيراً، وأتوقع أن تكون مفاجأة محببة لجمهوره.

 

 

 

*كيف تنظر إلى الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الموسيقى؟
– التكنولوجيا مهمة بلا شك، لكنها لا يمكن أن تحل محل الإحساس البشري، فالإحساس هو جوهر الفن الذي يميز العمل الموسيقي ويمنحه روحاً لا يمكن استبدالها مهما تطور الذكاء الاصطناعي.

 

*ما هي خططك المقبلة؟
– أتطلع للعودة إلى الحفلات في لبنان، ولدي حفل مقرر في 19 تموز/ يوليو في إهمج مع صديقي المؤلّف الموسيقي ميشال فاضل. أشعر بحماسة كبيرة لهذا الجمع الموسيقي الذي سيكون فرصة للقاء الجمهور والاستمتاع بالموسيقى الحية.