فينبورصا.. منصة رقمية لإيصال المستثمر بالشركات الناشئة بقطاع الأسواق الخاصة

فينبورصا.. منصة رقمية لإيصال المستثمر بالشركات الناشئة بقطاع الأسواق الخاصة

من داخل مركز دبي المالي العالمي (DIFC)، انطلقت رسمياً هذا الأسبوع منصة فينبورصا، وهي منصة استثمار رقمي تستهدف قطاع الأسواق الخاصة، الذي غالباً ما يُنظر إليه على أنه بطيء ومعقّد ومحصور في دوائر محددة من العلاقات الشخصية والعمولات المرتفعة، لكن فينبورصا تقول إنها هنا لتغيير ذلك.

من الاشتراكات بدل العمولات

على خلاف كثير من المنصات الأخرى، لا تعتمد فينبورصا على نموذج عمولة النجاح، بل تعتمد على اشتراكات شهرية أو سنوية، وهذا، برأي بدر الدين، «يقلل من الحواجز النفسية والمالية خصوصاً لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي لا يمكنها تحمّل نسب ضخمة تُقتطع قبل أن تحصل على التمويل أصلاً».
وتابع «الأسواق الخاصة بطبيعتها غير شفافة، ونحن لا نزعم أننا نحل كل شيء، لكن على الأقل نريد إزالة بعض التكاليف غير الضرورية، وتوفير أدوات تساعد على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر استنارة».

العلاقات مهمة.. والتقنية لا تلغيها

يعترف بدر الدين أن الأسواق الخاصة مبنية على الثقة والعلاقات، ولا يمكن لمنصة رقمية أن تلغي ذلك، «ما نقدّمه لا يُلغي العلاقات، بالعكس نريد تسهيل بناء هذه العلاقات، منصتنا تختصر الطريق، بدل أن تستغرق أسابيع لتجد مستثمراً مناسباً، يمكنك أن تبدأ الحديث خلال أيام أو حتى ساعات».لكنه في الوقت نفسه يرفض فكرة أن الرقمنة غير مناسبة لهذا النوع من الاستثمار «إذا كانت شركات التكنولوجيا قادرة على رقمنة الدفع والتجارة والأمن السيبراني، فلماذا لا تكون قادرة على تحسين الاستثمار؟».

أين تكمن الفائدة الحقيقية؟

أكثر المستفيدين من فينبورصا، كما يراها مؤسسوها، هم الشركات الناشئة في الأسواق الناشئة، وصناديق الاستثمار الصغيرة، والمستشارون الذين يعملون بشكل مستقل، فهؤلاء غالباً ما يعانون من صعوبة الوصول إلى مستثمرين خارج شبكاتهم التقليدية، أو من ضعف الأدوات الرقمية المتاحة لهم.وقال بدر الدين «في العالم العربي، كثير من الشركات لديها منتج جيد وفرصة نمو، لكنها لا تعرف كيف تصل للمستثمر المناسب، نحن نحاول سد هذه الفجوة، ولو جزئياً».

المستقبل.. شمال إفريقيا وآسيا

المرحلة المقبلة من التوسع، بحسب بدر الدين، ستكون مركّزة على دول الخليج، وشمال إفريقيا، وجنوب شرق آسيا، «هذه مناطق فيها طاقة شبابية هائلة، لكنها غالباً ما تكون خارج رادار كبار المستثمرين العالميين، إذا استطعنا توفير قناة اتصال فعالة بين هذه الأطراف، فهذا بحد ذاته مكسب».وفيما تخطط المنصة لإضافة أدوات تحليل ذكية، ومؤشرات أداء مخصصة، وتكامل مع شبكات استثمارية وتسريع أعمال، فإن النجاح الحقيقي، كما يراه بدر الدين، «لن يُقاس بعدد المستخدمين فقط، بل بعدد الفرص التي تمّت فعلاً، وعدد الشركات التي تمكّنت من جمع رأس مال بفضل المنصة».