ضربة لتسلا في أوروبا.. انهيار المبيعات وغضب سياسي متزايد

ضربة لتسلا في أوروبا.. انهيار المبيعات وغضب سياسي متزايد

تلقّت تسلا الأميركية ضربة موجعة جديدة في أوروبا، إذ هبطت مبيعاتها خلال أبريل نيسان إلى مستويات هي الأدنى منذ أكثر من عامين ونصف في بعض الأسواق، في وقت تستمر فيه موجة الغضب من المواقف السياسية لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك، بينما تزداد شهية المستهلك الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية الأرخص ثمناً.
الصورة لم تكن أفضل في هولندا التي سجّلت تراجعاً بنسبة 73.8 في المئة، بينما خسرت الشركة 67.2 في المئة من مبيعاتها في الدنمارك، و59.4 في المئة في فرنسا، و33 في المئة في البرتغال.

الخلفية… أزمة تتصاعد منذ أشهر

هذا التراجع ليس مفاجئاً بالكامل، إذ تواجه تسلا منذ بداية 2025 ضغوطاً مركّبة…أولها، دخول لاعبين صينيين مثل بي واي دي «BYD» وأكس بينج «XPeng» وسايك «SAIC» بأسعار تنافسية وتقنيات متطورة تقلّص الفجوة التقنية التي كانت تفخر بها تسلا. ثانيها، حملة مقاطعة غير رسمية آخذة بالاتساع ضد ماسك في أوروبا بسبب ارتباطاته السياسية، لا سيما قربه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وانخراطه في سياسات يمينية مثيرة للجدل في القارة.وبحسب استطلاع أجرته منصة «Electrifying.com» شمل 1642 شخصاً بين 24 مارس آذار و11 أبريل نيسان، قال 59 في المئة إن مواقف ماسك جعلتهم أقل رغبة في شراء سيارة تسلا. في بعض الحالات، وصل الأمر إلى أعمال تخريب طالت صالات العرض ومحطات الشحن التابعة للشركة في الولايات المتحدة وأوروبا.

هل يعيد الطراز «Model Y» تسلا إلى المنافسة؟

تعوّل الشركة على النسخة المجددة من طراز موديل واي «Model Y»، والتي من المتوقع أن تبدأ عمليات تسليمها في أوروبا بحلول يونيو حزيران،  لكن خبراء يحذّرون من أن النتائج لن تظهر قبل مرور عدة أشهر، ما يجعل العام الجاري محفوفاً بالمخاطر على صعيد الأهداف المالية.في محاولة لاحتواء النزيف، بدأت تسلا تقديم خصومات وحوافز مالية على بعض الطرازات في دول مثل النرويج والسويد وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، في خطوة تبرز مدى قلق الشركة من استمرار الانحدار.

تداعيات مالية وضغوط إدارية

انعكست المبيعات الضعيفة على الأداء المالي؛ فقد تراجعت إيرادات السيارات بنسبة 20 في المئة في الربع الأول، وسجّلت أرباح الشركة الصافية هبوطاً صادماً بنسبة 71 في المئة، وهو ما خالف توقعات وول ستريت.وبينما نفت رئيسة مجلس الإدارة روبن دنهولم مؤخراً أن تكون هناك نية لاستبدال ماسك، فإن مؤشرات الأداء الضعيف والمخاوف المتزايدة من تآكل الحصة السوقية قد تضعه تحت ضغط متزايد في الأشهر المقبلة.

استثناءات محدودة لا تغيّر الصورة العامة

رغم الصورة القاتمة، سجّلت تسلا ارتفاعاً محدوداً في مبيعاتها خلال أبريل نيسان في كل من إيطاليا (بنسبة 29.3 في المئة) والنرويج (11.8 في المئة)، لكن هذين السوقين لا يشكلان ثقلاً كافياً لمعادلة الخسائر في أسواقها الكبرى.في المجمل، تقلّصت حصة تسلا من سوق السيارات الكهربائية بالكامل في الاتحاد الأوروبي إلى 8.8 في المئة في الربع الأول من 2025 مقارنةً بـ19.7 في المئة في الربع المماثل من العام الماضي، وفقاً لبيانات رابطة مصنعي السيارات الأوروبية. في المقابل، واصلت بي واي دي وأكس بينج تعزيز موقعيهما، لتبلغا على التوالي 2.9 في المئة و1.2 في المئة في سوق السيارات الكهربائية بالكامل، في حين سيطرت سايك وشيري على 3.9 في المئة و0.6 في المئة من سوق السيارات الهجينة القابلة للشحن.تبدو أزمة تسلا في أوروبا أعمق من مجرد تراجع مؤقت في الطلب، إذ تُظهر الأرقام والمؤشرات أن المنافسة الصينية، إلى جانب العوامل السياسية والشخصية المرتبطة بإيلون ماسك، تُعيد رسم خريطة سوق السيارات الكهربائية في القارة العجوز. ما إذا كانت تسلا قادرة على التكيّف والتعافي، سيبقى مرهوناً بقدرتها على تجديد منتجاتها، تحسين صورتها، واستعادة ثقة المستهلك الأوروبي.(رويترز)