انهيار غير متوقع لإحدى الشركات الكبرى في مؤشر داو جونز الأميركي

تواجه شركة «يونايتد هيلث غروب» (UnitedHealth Group)، إحدى كُبرى الشركات الأميركية وعضواً في مؤشر «داو جونز الصناعي» المرموق، أزمة غير مسبوقة أدت إلى تراجع حاد في ثقة المستثمرين وانهيار في سعر أسهمها.
لكن المفاجأة الكُبرى جاءت من صحيفة وول ستريت جورنال التي كشفت أن الشركة تخضع لتحقيق جنائي فيدرالي يتعلق باحتمال تورطها في احتيال ببرنامج «ميديكير».
تسببت هذه التطورات في صدمة داخل الأوساط الاستثمارية، حيث فقدت أسهم شركة «يونايتد هيلث» نصف قيمتها خلال شهر واحد فقط (ما يعادل نحو 288 مليار دولار)، وانخفض سعر السهم يوم الخميس إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2020، خلال ذروة جائحة كورونا.ويُعد هذا التراجع تحولاً دراماتيكياً في مسيرة شركة تُعد من بين أقوى الكيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة وأكبر شركة تأمين صحي في البلاد.وتأتي هذه التطورات بعد مرور ستة أشهر فقط على مقتل بريان طومسون، أحد كبار التنفيذيين في الشركة، في حادث إطلاق نار في مانهاتن أثار ضجة دولية وسلَّط الضوء على التوتر الشعبي المتزايد تجاه صناعة الرعاية الصحية.تحقيقات جنائية ومخاوف حكوميةأفادت وول ستريت جورنال بأن وحدة مكافحة الاحتيال بوزارة العدل تحقق في احتمال تورُّط الشركة في احتيال متعلق بخدمات «ميديكير»، ورغم أن التقرير لم يوضح بدقة طبيعة التهم، وصفته الشركة بأنه «غير مسؤول للغاية».وقالت «يونايتد هيلث» في بيان نُشر على موقعها الرسمي: «لم نتلقَّ أي إخطار رسمي من وزارة العدل بشأن التحقيق الجنائي المزعوم الذي ورد ذكره دون مصدر رسمي في صحيفة وول ستريت جورنال».وأضافت الشركة أنها «تتمسك بسلامة برنامج ميديكير أدفانتج» الخاص بها. في المقابل، رفضت وزارة العدل التعليق على التقرير.استقالة مريبة وعودة مألوفةيقول جيفري سوننفيلد، مؤسس معهد قيادة الرؤساء التنفيذيين بجامعة ييل، إن توقيت الاستقالة وطبيعتها يشيران إلى فقدان مجلس الإدارة الثقة بالرئيس التنفيذي بسرعة كبيرة، وأضاف: «الوصف بـ(أسباب شخصية) هو مجرد غطاء لانهيار مذهل… يبدو أنه أُجبر على الرحيل».وقد أعادت الشركة تعيين رئيسها التنفيذي السابق ستيفن هيمسلي الذي ترأس الشركة بين عامي 2006 و2017، ليقود المرحلة الانتقالية، ورغم إشادته بأداء ويتي خلال «واحدة من أصعب الفترات التي قد تمر بها أي شركة»،فإنه لم يُخفِ خيبة أمله: «إلى جميع الأطراف المعنية، بمن فيهم الموظفون والمساهمون، أُعرب عن بالغ أسفي واعتذاري عن التراجع في الأداء نتيجة تحديات داخلية وخارجية».وحظيت عودة هيمسلي بدعم واسع من المحللين، فقد وصفته مورغان ستانلي بأنه «الشخص الأنسب» لتولي القيادة في هذا الوقت الحرج، بينما وصفه محللو UBS بأنه «اليد الثابتة القادرة على إعادة الشركة إلى المسار الصحيح».تحديات هائلة أمام الرئيس الجديدلكن التحديات التي تنتظر هيمسلي ليست سهلة، إذ تواجه الشركة رقابة متزايدة من عدة جهات فيدرالية، وأشارت الشركة في تقريرها السنوي إلى أنها تخضع بالفعل للعديد من «التحقيقات والمراجعات الروتينية والخاصة»، من قبل وزارة العدل، وهيئة الضرائب، ووزارة العمل، وهيئة الأوراق المالية والبورصات.وأدى تخلي الشركة عن توقعاتها المالية للعام 2025 إلى تفاقم قلق المستثمرين، وقامت «بنك أوف أميركا»، يوم الثلاثاء، بخفض تصنيف سهم الشركة من «شراء» إلى «محايد»، محذّرة من أن استعادة الثقة قد تستغرق سنوات.مات إيغان | CNN