أزمات تسليم الطائرات والمعوقات التجارية تهدد نمو صناعة الطيران عالمياً

أزمات تسليم الطائرات والمعوقات التجارية تهدد نمو صناعة الطيران عالمياً

يحذّر كبار مسؤولي شركات الطيران من عراقيل مزدوجة تُضعف قدرة القطاع على النمو، تصاعد الحواجز التجارية من جهة، وتأخيرات «لا تُغتفر» في تسليم الطائرات الجديدة من جهة أخرى.
تأتي هذه التصريحات في ظل توقعات جديدة أصدرتها إياتا تشير إلى تراجع طفيف في أرباح القطاع العالمي لعام 2025 إلى 36 مليار دولار، مقابل توقعات سابقة بـ36.6 مليار دولار، رغم أنها تبقى أعلى من أرباح العام الماضي البالغة 32.4 مليار دولار.

ووصف والش هذه التأخيرات بأنها «خارج نطاق المقبول»، مؤكداً أن القطاع بدأ بدراسة خيارات قانونية ضد الشركات المصنعة، وإن كانت الأولوية لا تزال للحوار والتعاون.عبّر الرئيس التنفيذي لشركة «فلاي أديل» السعودية، ستيفن غرينواي، عن امتعاضه من غياب الشفافية لدى المصنعين، مشيراً إلى أن صبر شركات الطيران بدأ ينفد، لا سيما في ظل تضاعف الطلب وتنامي عدد المسافرين.الضغوط لا تقف عند حدود الطائرات، تواجه شركات الطاقة انتقادات متصاعدة بسبب ندرة وقود الطيران المستدام (SAF) وارتفاع تكاليفه. ففي الوقت الذي تستعد فيه شركات الطيران لزيادة الإنتاج إلى مليوني طن عام 2025، يبقى هذا الرقم أقل من 1 في المئة من إجمالي استهلاك الوقود، ما يهدد طموح الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.لم تعلّق الشركات المصنّعة للطائرات مثل «إيرباص» و«بوينغ» مباشرة على الاتهامات، في وقت تسعى فيه الأخيرة لتجاوز أزمة جودة وسلسلة إضرابات عمالية أثرت على وتيرة الإنتاج.رغم هذه التحديات، يواصل اللاعبون الرئيسيون في الأسواق الناشئة، وعلى رأسهم الهند، ضخ استثمارات كبرى، فقد أعلنت «إنديغو» -أكبر ناقل هندي- عن طلبية جديدة لطائرات «إيرباص»، بينما تخطط «إير إنديا» لصفقة ضخمة جديدة بعد صفقة تاريخية قبل عامين.أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن السوق الهندية تشهد نمواً هائلاً، متوقعاً أن يتضاعف عدد المسافرين فيها من 240 مليوناً اليوم إلى 500 مليون بحلول عام 2030.الرسالة واضحة من نيودلهي إلى العالم.. قطاع الطيران لا يزال قادراً على النمو، لكن عليه أن يتجاوز حواجز السياسة والتوريد، وأن يعيد ترتيب أولوياته المناخية والاقتصادية بسرعة قبل أن يحلّق بعيداً عن أهدافه.