إيران وإسرائيل تؤججان الأسواق.. ارتفاع أسعار النفط وانخفاض الأسهم

هبطت أسواق الأسهم العالمية يوم الجمعة، وارتفعت أسعار النفط بعد أن نفذت إسرائيل ضربة عسكرية على إيران، ما أثار قلق المستثمرين وأثار تحولاً نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والفرنك السويسري.ويضيف تصعيد الأعمال العدائية في الشرق الأوسط (المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط) طبقة جديدة من عدم اليقين في الأسواق المالية، في وقت تتزايد فيه الضغوط على الاقتصاد العالمي بسبب سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية «العدوانية وغير المنتظمة».

رد فعل الأسواق

كان رد فعل السوق سريعاً؛ فقد قفز النفط الخام بنسبة 14 في المئة في وقت ما، مع ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 5.43 دولار لتصل إلى 74.79 دولار للبرميل (بحلول الساعة 05:41 بتوقيت غرينتش)، كما ارتفعت عقود غرب تكساس الوسيط بمقدار 5.55 دولار لتصل إلى 73.59 دولار للبرميل بحسب رويترز.
وارتفع سعر الذهب إلى 3,444 دولار للأونصة، ليقترب من أعلى مستوى قياسي له عند 3,500 دولار المسجل في أبريل.في المقابل، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 50 بنسبة 1.6 في المئة، وتراجعت عقود ناسداك الآجلة بنسبة 1.7 في المئة، بينما انخفضت عقود ستوكس 50 الأوروبية بالنسبة نفسها.وتراجعت الأسواق الآسيوية بدورها؛ إذ هبط مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 1.1 في المئة، وانخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 1.3 في المئة، كما خسر مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ 1 في المئة من قيمته.

ضربة إسرائيلية استباقية

على الصعيد العسكري، أعلنت إسرائيل أن «ضربتها الاستباقية» استهدفت منشآت نووية إيرانية، ومصانع صواريخ باليستية، وقادة عسكريين، في محاولة لمنع طهران من بناء سلاح نووي.وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن إيران ردّت بإطلاق نحو 100 طائرة مسيّرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وإن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تعمل على اعتراضها.وأكدت وسائل إعلام رسمية في إيران، الجمعة، مقتل قائد الحرس الثوري حسين سلامي في الضربات، إلى جانب ستة علماء نوويين.من جانبه، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الهجوم الإسرائيلي بأنه «عمل أحادي الجانب»، مؤكداً أن واشنطن «ليست متورطة فيه».هذا التصعيد يتزامن مع تقلبات في السياسات الاقتصادية الأميركية، حيث مزّق ترامب القواعد التي حكمت التجارة الدولية والنظام العالمي لعقود.

البحث عن ملاذات آمنة

وبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة؛ إذ تم شراء سندات الخزانة الأميركية بكثافة، ما أدى إلى انخفاض العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له خلال شهر عند 4.31 في المئة.وانجذب بعض المتعاملين إلى الدولار باعتباره ملاذاً آمناً، حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.6 في المئة إلى 98.277، متعافياً من معظم الانخفاض الكبير الذي سجله يوم الخميس.كان الفرنك السويسري مطلوباً أيضاً، لكنه استقر مقابل الدولار عند 0.8107، وانخفض الين، وهو ملاذ آمن آخر، بنسبة 0.1 في المئة ليصل إلى 143.71 للدولار، متخلياً عن مكاسبه السابقة البالغة 0.3 في المئة.أما اليورو، فقد انخفض بنسبة 0.6 في المئة إلى 1.1521 دولار، متراجعاً عن قفزة بنسبة 0.9 في المئة خلال الليل، كانت قد أوصلته إلى أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021.كما هبط الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6 في المئة إلى 1.3540 دولار، بعد أن سجّل أعلى مستوى له منذ فبراير 2022 عند 1.3613 دولار في وقت سابق من اليوم.(رويترز)