في عيد ميلاده التاسع والسبعين.. ترامب يحتفل وسط “زلزال اقتصادي” أسفر عن هزات عالمية.

بينما يحتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعيد ميلاده التاسع والسبعين من داخل البيت الأبيض، لا يبدو أن العالم قد تجاوز بعد تداعيات السياسات الاقتصادية الجريئة التي فجّرها منذ عودته إلى الحكم مطلع هذا العام، والتي جاءت امتداداً لما بدأه خلال ولايته الأولى.
من “أميركا أولاً” إلى “الهيمنة الاقتصادية”
شعار ترامب الشهير «أميركا أولاً» لم يعد مجرد برنامج انتخابي، بل تحوّل إلى سياسة دائمة تتجلى في كل قراراته الاقتصادية: إعادة التفاوض حول الاتفاقيات التجارية العالمية، وفرض المزيد من الرسوم الجمركية على الصين والاتحاد الأوروبي، وتحفيز الصناعات المحلية عبر إعفاءات ضريبية إضافية وبرامج دعم حكومية.
تداعيات عالمية.. العالم يعيد تشكيل تحالفاته
منذ عودة ترامب إلى السلطة، ارتفعت وتيرة إعادة تشكيل التحالفات الاقتصادية، فمن جهة، زادت الضغوط الأميركية على سلاسل التوريد الصينية، ومن جهة أخرى، تحركت دول كبرى كألمانيا والهند والبرازيل لإعادة بناء توازناتها التجارية.ووفقاً لتقرير حديث من «صندوق النقد الدولي»، فإن السياسات التجارية المتشددة التي اعتمدتها إدارة ترامب في 2025 قد تسهم في تقليص النمو العالمي بنسبة 0.3% هذا العام، نتيجة تراجع حركة التجارة وإعادة توجيه الاستثمارات.
السوق الأميركية.. صعود قوي لكن بتكلفة
في الداخل الأميركي، تحقق الأسواق نتائج إيجابية؛ فالبطالة في أدنى مستوياتها منذ عام 2000 (3.4%)، ومؤشر «ناسداك» عند أعلى مستوياته التاريخية بفضل دعم قطاع الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الاستثمار في الولايات «الصناعية» التي دعمت ترامب انتخابياً، لكن في المقابل، هناك تحذيرات من ارتفاع العجز المالي الفيدرالي، وازدياد الضغوط التضخمية رغم تدخلات الفيدرالي.
الاحتياطي الفيدرالي تحت ضغط سياسي
ترامب لم يُخفِ مرة أخرى انزعاجه من سياسات الفائدة المرتفعة، ما يضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي تحت ضغوط علنية، تشبه تلك التي مارسها في ولايته الأولى، وفي خطاب عيد ميلاده، كرر الرئيس دعوته لخفض أسعار الفائدة قائلاً: «نحن نبني اقتصاداً عظيماً، لكن نحتاج إلى دعم من الاحتياطي الفيدرالي.. ليس العكس».
ماذا يعني ذلك للعالم؟
مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، عاد التحدي الحقيقي لنظام العولمة الاقتصادية. الشركات العالمية تعيد تموضعها، والبنوك المركزية في حالة تأهب قصوى، والدول النامية تواجه سيناريوهات معقدة نتيجة تقلبات الدولار والرسوم الجمركية الأميركية.
خاتمة.. عيد ميلاد في قلب المعركة الاقتصادية
في ذكرى ميلاده الـ79، يبدو ترامب أكثر قوة وتأثيراً من أي وقت مضى، لا فقط كرئيس للولايات المتحدة، بل كقائد يُعيد تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي. وبينما يحتفل بعيد ميلاده من المكتب البيضاوي، فإن الأسواق والمؤسسات المالية تتابع كل خطوة له، لأنها قد تعني بداية فصل جديد من «الزلزال الاقتصادي» الذي بدأه قبل ثماني سنوات.