قمة السبع: هل ستتمكن الدول من تفادي دورة جديدة من النزاعات التجارية؟
يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة دول مجموعة السبع للاجتماع في كندا هذا الأسبوع، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بعد الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة على إيران.
الموعد يقترب والتصعيد محتمل
لم يتبقَّ سوى أقل من شهر على الموعد النهائي الذي حدده ترامب، والمقرر في 9 يوليو تموز 2025، لفرض رسوم جمركية أعلى على عشرات الدول، من بينها دول حاضرة في القمة، ما لم تُبرم اتفاقات تجارية تضمن تفادي هذا التصعيد.
ويذكر أنه منذ أن فرضت الإدارة الأميركية رسوماً بنسبة 10 في المئة على معظم الواردات، إلى جانب 50 في المئة على الفولاذ والألومنيوم و25 في المئة على السيارات، بدأت آثار هذه السياسات تظهر على اقتصادات بعض الدول. وكشفت بيانات حديثة في المملكة المتحدة عن انكماش الاقتصاد في أبريل نيسان 2025 بمعدل هو الأضعف خلال عامين، نتيجة تراجع الصادرات إلى الولايات المتحدة.وتتوقع مجموعة البنك الدولي في تقرير صدر الأسبوع الماضي أن يشهد العالم أضعف نمو اقتصادي منذ ستينيات القرن الماضي، محذرة من أن السياسات التجارية الأميركية الحالية هي أحد المحفزات الرئيسية لهذا التباطؤ. وأشارت التوقعات إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا ستكونان من أكثر المتضررين بفعل تراجع التبادلات التجارية والغموض المتعلق بالرسوم.
محادثات ثنائية ومواقف معقدة
أكد مسؤول أميركي رفيع خلال اتصال بالصحفيين أن أجندة الرئيس ترامب في القمة ستتضمن ملفات الأمن والتجارة، مشيراً إلى أن «الرئيس حريص على تحقيق أهدافه، خاصة في ما يتعلق بجعل العلاقات التجارية الأميركية أكثر عدالة وتكافؤاً».وقد أعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا أن اجتماعه مع ترامب سيركز على مفاوضات التجارة الجارية، إلا أن بعض المحللين لا يتوقعون إعلان اتفاقات رسمية خلال القمة، بل ربما يلمح إلى قرب التوصل لتفاهمات.أما المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي فتشكل «الورقة الأكثر غموضاً»، بعد أن هدد ترامب مؤخراً بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50 في المئة على واردات الاتحاد، قبل أن يتراجع بعد مكالمة مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. ويصر ترامب على إلغاء ضريبة القيمة المضافة الأوروبية التي يعتبرها ضارة بالصادرات الأميركية، وهو مطلب ترى بروكسل أنه غير قابل للتفاوض.ومن المتوقع أن يحضر قمة مجموعة السبع قادة من خارج الدول السبع، منهم من الهند وأستراليا والبرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا وأوكرانيا، ما يعقد المشهد ويزيد من أهمية التفاهمات المشتركة. لكن الديناميكية بين قادة الاتحاد الأوروبي وترامب قد تضعف فرص تقدم في ملف التجارة، خاصة مع تركيز المسؤولية التفاوضية في يد فون دير لاين.في النهاية، يطمح كل زعيم في القمة إلى مغادرتها بخطة تجنب اقتصاده ضرر الرسوم الأميركية، لكن يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت تلك الخطة سترى النور فعلياً.(إليزابيث بوخوالد، CNN)