لوحة زيتية نادرة لغاندي تعود إلى 94 عاماً معروضة للبيع في بريطانيا

ما زال غاندي من أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ الهند، الرجل الذي قاد حركة سلمية ضد الحكم البريطاني، وألهم حركات التحرر في أنحاء العالم كافة وتم تناول حياته في آلاف الأعمال الفنية والثقافية.
سيتم عرض اللوحة في مزاد إلكتروني من 7 إلى 15 يوليو المُقبل.قالت ريانون ديميري، رئيسة قسم المبيعات في دار بونهامز «هذا ليس فقط عملاً نادراً لكلير لايتون، بل يُعتقد أيضاً أنها تُمثل المرة الوحيدة التي قبل فيها المهاتما غاندي أن يتم رسمه في لوحة زيتية».
وقال كاسبر لايتون، ابن شقيق الفنانة، لوكالة الأنباء الفرنسية «إن اللوحة تُعتبر كنزاً مخفياً».ستُعرض اللوحة للبيع لأول مرة الشهر المقبل، ومن المتوقع أن تُباع بسعر يتراوح بين 50 و70 ألف جنيه إسترليني (ما بين 68 و95 ألف دولار أميركي).والتقت كلير لايتون غاندي عام 1931، عندما كان في لندن لإجراء محادثات مع الحكومة البريطانية حول مستقبل الهند السياسي، وكانت لايتون تنتمي إلى الأوساط الفنية اليسارية في لندن، وتعرّفت على غاندي عن طريق شريكها الصحفي هنري نويل برايلسفورد.قال كاسبر «أعتقد أنه كان هناك نوع من التقارب الفكري والفني بينهما»، مشيراً إلى أن عمته الكبرى وغاندي كانا يتشاركان «الشعور بأهمية العدالة الاجتماعية».
الهجوم على اللوحة
أضاف كاسبر أن «اللوحة التي رُسمت في وقت حاسم من نضال الهند من أجل الاستقلال، تظهر غاندي في أوج قوته».عُرضت اللوحة في لندن في نوفمبر 1931، وبعدها كتب السكرتير الشخصي لغاندي، ماهاديف ديساي، إلى كلير «لقد سررتُ جداً بتواجدكِ هنا لعدة صباحات وأنتِ ترسمين صورة السيد غاندي».وورد في نسخة من الرسالة المرفقة باللوحة «قال لي العديد من أصدقائي الذين شاهدوها إنها صورة رائعة».تُجسّد اللوحة صورة غاندي بدقة، وتحمل أيضاً ذكريات اغتياله.أُطلِق النار على غاندي من مسافة قريبة عام 1948 على يد الناشط القومي الهندوسي، ناتهورام جودسي، الذي كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بمنظمة (راشتريا سوايامسيفاك سانغ) شبه العسكرية اليمينية، ويعني اسمها (منظمة التطوع الوطنية).اتهم جودسي وبعض الشخصيات القومية الهندوسية الأخرى غاندي بخيانة الهندوس بموافقته على تقسيم الهند وتأسيس باكستان ذات الأغلبية المسلمة.وفقاً لعائلة لايتون، تعرضت اللوحة لهجوم بسكين من قِبل متطرف هندوسي أخر يُعتقد أنه ناشط في نفس المنظمة، في أوائل سبعينيات القرن الماضي.وعلى الرغم من عدم وجود توثيق للهجوم، إلا أن ملصقاً على ظهر اللوحة يؤكد أنها رُمّمت في الولايات المتحدة عام 1974.تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية، أشارت ريانون ديميري إلى أثر القطع في اللوحة، الذي يشبه جرح عميق يمتد على وجه غاندي في اللوحة المُرمّمة.
الوطن الحقيقي
قال كاسبر لايتون إن عملية الترميم تزيد من قيمة اللوحة التاريخية، وتُظهر أن غاندي تعرض لهجوم «مجازي» مرة أخرى بعد عقود عديدة من وفاته.كان العرض العام الوحيد المسجل بعد عملية الترميم للوحة في عام 1978 في معرض مكتبة بوسطن العامة لأعمال كلير لايتون.بعد وفاة كلير، انتقلت ملكية اللوحة الفنية إلى والد كاسبر ثم إلى كاسبر نفسه.يقول كاسبر لايتون «هذه قصة عائلتي، لكن قصة هذه اللوحة أعظم بكثير، إنها قصة ملايين الناس حول العالم»، وأضاف «أعتقد أنه سيكون من الرائع لو شاهدها المزيد من الناس، وربما يجب أن تعود إلى الهند موطنها الحقيقي».وعلى عكس الصور الكثيرة للرجل المعروف في الهند بـ«أب الأمة» في الطوابع والتماثيل النصفية والأدوات الشخصية والأعمال الفنية المُعاد إنتاجها، قال كاسبر «هذه اللوحة تعود في الواقع إلى تلك الحقبة، وقد تكون هذه آخر لوحة مهمة لغاندي في تلك الحقبة».