بوينغ تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الطائرات

خفّضت شركة «بوينغ» الأميركية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على الطائرات التجارية خلال العشرين عاماً المقبلة في تقريرها السنوي الصادر قبل انطلاق معرض باريس الجوي، لكنها أبقت على تقديرها العام لعدد الطائرات الجديدة المطلوبة حتى عام 2044 عند مستوى يقارب العام الماضي.
ويشمل هذا الرقم نحو 33300 طائرة ذات ممر واحد مثل طائرة 737 ماكس، و7800 طائرة عريضة البدن، و955 طائرة شحن مصنعّة، بالإضافة إلى 1545 طائرة إقليمية.
تراجع في توقعات النمو
رغم الحفاظ على تقدير عدد الطائرات المطلوبة، عدّلت بوينغ توقعاتها لمعدلات النمو الرئيسية بشكل تنازلي، إذ خفّضت معدل نمو حركة الركاب من 4.7 في المئة إلى 4.2 في المئة، والنمو الاقتصادي العالمي من 2.6 في المئة إلى 2.3 في المئة، ونمو حركة الشحن من 4.1 في المئة إلى 3.7 في المئة.
ومع ذلك، أشار نائب رئيس قسم التسويق التجاري في بوينغ، دارين هالست، إلى أن تقلبات التجارة العالمية لن تغيّر توقعات النمو بشكلٍ جذري، مشيراً إلى أن الشحن الجوي سجّل نمواً مستقراً يقارب أربعة في المئة على مدار العقود الماضية.من ناحية أخرى، ما زالت بوينغ، إلى جانب منافستها الأوروبية «إيرباص»، تواجهان صعوبات في إعادة معدلات إنتاج الطائرات إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، إذ أدّى التراجع الحاد في الإنتاج إلى عجز يتراوح بين 1500 و2000 طائرة في السوق.وما زالت بوينغ تعاني آثار حادث انفجار جزء من طائرة «737 ماكس» التابعة لشركة «ألاسكا إيرلاينز» مطلع عام 2024، ما دفع هيئة الطيران الفيدرالية الأميركية إلى فرض حد أقصى لإنتاج الطائرة عند 38 طائرة شهرياً.كما أعادت الشركة الدخول في «وضع الأزمة» بعد تحطم طائرة «دريملاينر 787-8» تابعة لـ«إير إنديا» يوم الخميس، ما دفع الرئيس التنفيذي كيلي أورتبرغ إلى إلغاء مشاركته في معرض باريس للمساعدة على التحقيقات.
آسيا تقود الطلب المستقبلي
من المتوقع أن تأتي 51 في المئة من الطلب المستقبلي على الطائرات من النمو الطبيعي للسوق، وليس فقط من استبدال الأساطيل القديمة، بحسب التقرير.وتشير التوقعات إلى أن الصين وجنوب شرق آسيا (بما فيها الهند) ستستحوذ على نصف هذا النمو، بينما تتركز عمليات الاستبدال بشكلٍ أكبر في أميركا الشمالية وأوراسيا.وتمثل السوق الصينية نحو 10 في المئة من طلبيات بوينغ الحالية، وقد توقفت الصين عن استلام الطائرات الجديدة بسبب التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، لكن من المتوقع استئناف التسليمات هذا الشهر، بحسب تصريحات سابقة لأورتبرغ.ويأتي هذا التحديث وسط تنافس شرس بين عمالقة صناعة الطيران على خلفية ازدياد الطلب على السفر الجوي وتعافي القطاع تدريجياً من آثار الجائحة، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجة لطائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود لمواكبة التحولات البيئية والاقتصادية.