نحو تغطية صحية شاملة ومستدامة.. أبوظبي ترسم مستقبل الرعاية

%0.24 نصيب الدول منخفضة الدخل من الإنفاق الصحي العالمي
وكشف تقرير التغطية الصحية الشاملة لعام 2023 الصادر عن منظمة الصحة العالمية عن تفاوتات كبيرة في الإنفاق الصحي العالمي، حيث لم تتجاوز حصة البلدان منخفضة الدخل 0.24% من إجمالي الإنفاق البالغ 9.8 تريليون دولار، رغم أنها تمثل 8% من سكان العالم، وفي ضوء ذلك، دعت المنظمة إلى تبني نماذج تمويل مبتكرة تُعزز من القدرة على توفير رعاية عادلة ومرنة لجميع الفئات.
وفي هذا السياق، قالت بينة العواني مدير عام الشـؤون المالية وتمويل النظام الصحي في دائرة الصحة– أبوظبي: “تحرص دائرة الصحة– أبوظبي على تطوير منظومة التمويل الصحي لتكون أكثر مرونة واستدامة عبر نماذج مبتكرة تُراعي الاحتياجات الصحية الحالية والمستقبلة، والحرص على شمولية التغطية، لتلبية تطلعات السكان والمواءمة مع احتياجات السكان الصحية في كل مراحل حياتهم، ومن خلال تفعيل الشراكات مع القطاعين الخاص والثالث، نتعاون على شمولية التغطيات التأمينية ليشمل الفئات الأكثر حاجة، بما يعزز من سهولة الوصول للخدمات الصحية و تعزيز كفاءة الإنفاق الصحي”.كذلك اتخذت دائرة الصحة– أبوظبي العديد من الإجراءات ضمن الجهود المستمرة لترسيخ تنافسية الإماره كوجهة رائدة ومفضَّلة للاستثمارات، وجاذبة للكفاءات الراغبة في العيش والعمل على أرضها، وتسهيل وصول كل أفراد المجتمع لخدمات الرعاية الصحية بأعلى معايير الجودة والكفاءة، من بينها اعتماد سلسلة من مراكز التميز لتعزيز وصول المرضى إلى خدمات صحية بمستويات جودة عالمية واستثنائية، وتؤدي مراكز التميُّز دوراً محورياً في دعم وتعزيز القدرة التنافسية في منظومة الرعاية الصحية واستقطاب الكوادر المتخصصة، وتمكين المنشآت الصحية من الارتقاء بمعاييرها وتعزيز نتائج المرضى.مبادرات طموحة وحرصت الدائرة على إطلاق مبادرات طموحة ومبتكرة لتعزيز سهولة الوصول للرعاية الصحية، من أبرزها تطبيق “صحتنا” المتكامل، وهو منصة رقمية موحدة تتيح للمستخدمين إدارة شؤونهم الصحية بسهولة، مثل حجز المواعيد، والاستشارات عن بُعد، والاطلاع على السجلات الطبية والتقارير الجينومية، ويضع “تطبيق صحتنا” منظومة الرعاية الصحية كاملة في متناول المستخدمين بنقرة واحدة، ويمكّن المريض من الوصول مباشرة للنظام الصحي بكل مكوناته، بما يسهم في تبسيط تجربة المستخدم وتحسين النتائج الصحية على المدى الطويل.كما تعمل الدائرة على تعزيز فرص الحصول على تأمين صحي بتكلفة مناسبة للأفراد وأصحاب المشاريع الصغيرة، من خلال تشجيع شركات التأمين على تصميم باقات تأمينية ميسّرة، وتجميع هذه الفئات في مجموعات تأمينية أكبر، تماماً كما هي الحال في التأمين الجماعي للشركات الكبرى، ما يسهم في تحقيق أسعار ميسرة أكثر عدالة واستقراراً، وتوسيع نطاق التغطية الصحية لتشمل مختلف شرائح المجتمع.الرعاية الاستباقية تؤمن أبوظبي بأن التغطية الصحية الشاملة ليست العنصر الوحيد لضمان تمتع أفراد المجتمع بالصحة والعافية، إذ تعتبر منهجية الرعاية الاستباقية ركناً أساسياً لتعزيز رفاه أفراد المجتمع، وهو ما يبرز في استضافة الإمارة لأسبوع أبوظبي العالمي للصحة، الذي يعدّ إحدى المبادرات الحكومية الرئيسية لدائرة الصحة– أبوظبي، ويمثل منصة للابتكار والتعاون، ويحمل هذا الحدث في نسخة عام 2025 شعار “نحو حياة مديدة: مفهوم جديد للصحة والعافية”، الأمر الذي يستكمل جهود أبوظبي لترسيخ نهج الرعاية الوقائية التي تستبق حدوث المرض، نحو نموذج الحياة الصحية المديدة.وأضافت العواني: “تركز نسخة هذا العام من أسبوع أبوظبي العالمي للصحة على محاور تشكل حجر الأساس لنموذج التمويل الصحي المحدث؛ الحياة الصحية المديدة وعلوم الجينوم والطب الدقيق، ومرونة النظام الصحي واستدامته، والصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي، والاستثمار في علوم الحياة.فهذه المحاور كالطب الدقيق وعلوم الجينوم والذكاء الاصطناعي باتت تشكل ضرورة ملحة لتعزيز استدامة النظم الصحية، من خلال تمكين الكشف المبكر أو التنبؤ بالأمراض قبل حدوثها، ما يساهم في توجيه الموارد بشكل أمثل، وتوسيع مظلة التغطيات التأمينية لتشمل الفئات الأكثر احتياجاً، وتعزيز مرونة نظام التمويل الصحي في تلبية الاحتياجات المستقبلية بشكل مستدام”.بهذا الطموح المدروس، تواصل أبوظبي تعزيز ريادتها العالمية في بناء نموذج صحي متكامل وشامل، يقوم على أسس العدالة والاستباقية والابتكار، وفي ظل التحديات المتسارعة التي يواجهها العالم اليوم، تُثبت الإمارة أن تجربتها في الاستثمار في صحة الإنسان ليس فقط أولوية تنموية، بل ركيزة أساسية لبناء مجتمعات صحية متماسكة اجتماعياً ومزدهرة اقتصادياً، وبينما تخطو الإمارة بخطى واثقة نحو المستقبل، تبقى صحة الإنسان ورفاهيته في صميم رؤيتها، مدفوعة بالتزام راسخ بتوسيع مظلة الرعاية الصحية لكل من يعيش على أرضها، اليوم وغداً.