وزير الصحة التونسي لـCNN الاقتصادية: الإعلان عن “الصحة الواحدة” غير كافٍ من دون تمويل.

وزير الصحة التونسي لـCNN الاقتصادية: الإعلان عن “الصحة الواحدة” غير كافٍ من دون تمويل.

قال وزير الصحة التونسي، الدكتور مصطفى الفرجاني، في مقابلة مع CNN الاقتصادية، إن مخرجات مؤتمر «الصحة الواحدة» الذي استضافته تونس منتصف يونيو لن تكون كافية ما لم تُرفق بخطط تمويل واضحة وآليات تنسيق مؤسسية داخل كل دولة.
خريطة طريق غير ملزمة

الوثيقة تشمل محاور مثل الإنذار المبكر للأوبئة، وتطوير التلقيح، وتبادل البيانات، وتدريب الكفاءات.. لكنها لا تتضمن التزامات مالية، ولا جدولاً زمنياً واضحاً، وهو ما أشار إليه الوزير صراحة، قائلاً إن التنفيذ يتطلب أكثر من النوايا حسنة.خطة تونسية وتمويل أولي.. لكن التحديات قائمةخلال المؤتمر، قدمت تونس خريطة طريق وطنية لنهج الصحة الواحدة، أُعدت بالشراكة بين وزارات الصحة، والبيئة، والزراعة. وقد حصلت هذه الخطة على تمويل أولي من صندوق الجوائح العالمي، ضمن مشروع يُنفّذ بالتعاون مع البنك الدولي، ويهدف إلى تعزيز جاهزية النظام الصحي، وتطوير الرعاية الأساسية، والرقمنة، والاستجابة الوبائية.لكن الفرجاني أوضح أن التمويل وحده لا يكفي، فلا يمكن أن ننجح إذا لم تُبنَ آلية دائمة لتنسيق السياسات بين القطاعات الثلاثة: الصحة، والبيئة، والزراعة.. هذا غير متوفّر حتى داخل معظم الدول، فكيف على المستوى الإقليمي؟ كما قال الوزير.أولويات واضحة.. وقدرات متفاوتةأقرّ المؤتمر مجموعة أولويات إقليمية، أبرزها: تعزيز نظم الإنذار المبكر للأمراض الحيوانية المنشأ، ومواجهة مقاومة المضادات الحيوية، وتحسين سلامة الغذاء، والتعامل مع آثار تغيّر المناخ على الصحة.لكن الوزير لفت إلى أن “التفاوت في الإمكانات بين الدول كبير جداً”، وأن غياب أطر تبادل البيانات الفنية، إلى جانب حساسية بعض الدول تجاه مشاركة معلوماتها الصحية والبيئية، يمثلان عائقاً فعلياً أمام أي تعاون عملي.هل يصبح التعاون الثنائي بديلاً؟على هامش المؤتمر، عقدت تونس لقاءات مع وزراء الصحة في الجزائر، وليبيا، وفلسطين.. الوزير وصفها بأنها “مشاورات بنّاءة” يمكن أن تؤسس لتعاون ثنائي في مجالات مثل التصنيع الدوائي والتدريب الفني، لكنه أشار إلى أنها “لا تزال في مرحلة أولية، وتتطلب متابعة تقنية جادة لتتحول إلى مشاريع فعلية”.الرهان على التعاون الإقليمي يأتي في وقت يواجه فيه النظام الصحي التونسي صعوبات حادة: نقص في الكوادر، وتفاوت الخدمات بين المناطق، وضعف البنية الأساسية للمستشفيات العمومية.ومع أن تونس تسعى لقيادة إقليمية في ملف “الصحة الواحدة”، يرى الوزير أن ذلك “مشروط بالقدرة على تنفيذ إصلاحات داخلية بالتوازي”، مشيراً إلى أن التعاون الدولي لا يمكن أن يحلّ محل العمل الوطني البنيوي.