وداعاً لـ«جيمس بوند».. من تكون أول امرأة ترأس جهاز الاستخبارات البريطاني؟

ليست شخصية من خيال جيمس بوند ولا تجسيداً سينمائياً لجودي دنش، بل أول امرأة حقيقية تتولى قيادة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6، في لحظة مفصلية تواجه فيها بريطانيا تهديدات إلكترونية واستخباراتية غير مسبوقة.. اسمها بلايز متريويلي، ومع توليها المنصب في خريف 2025، تبدأ فصلاً جديداً في تاريخ الاستخبارات البريطانية.
تفاصيل التعيين والخلفية
ستتسلم المنصب من الرئيس الحالي ريتشارد مور، وتحمل اللقب الرسمي «C»، بخلاف اللقب الشهير «M» في أفلام بوند. تشغل متريويلي البالغة من العمر 47 عاماً حالياً منصب مديرة الابتكار التكنولوجي داخل الجهاز، وتُعرف داخلياً بلقب كيو «Q».
بدأت مسيرتها الاستخباراتية عام 1999، بعد دراستها للأنثروبولوجيا في جامعة كامبريدج، وشاركت في فريق التجديف الجامعي الذي تغلب على أكسفورد عام 1997.أمضت معظم حياتها المهنية في الشرق الأوسط وأوروبا، وتولت أدواراً تشغيلية حساسة، إلى جانب فترة عمل في جهاز MI5 الداخلي. تتحدث اللغة العربية، ووُصفت بأنها «عميلة ميدانية ناجحة وتحظى باحترام واسع»، وفقاً للرئيس السابق للجهاز أليكس يانغر.
التحديات التي تنتظرها
تأتي هذه الترقية في وقت يشهد فيه العالم الاستخباراتي تحولات جوهرية، إذ لم تعد المخاطر التقليدية كافية لتوصيف ما تواجهه المملكة المتحدة، فبحسب ستارمر، بريطانيا اليوم تحت تهديدات «غير مسبوقة»، من سفن تجسس تبحر قبالة سواحلها، إلى هجمات سيبرانية تطول مؤسساتها العامة.وصف ستارمر تعيينها بأنه «تاريخي»، في ظل التوجه المتزايد لإعطاء النساء دوراً أكبر في المناصب الأمنية العليا، وجاء هذا القرار بعد سنوات من كسر السقف الزجاجي في مؤسسات أمنية أخرى، إذ سبق لمؤسستي جهاز الأمن الداخلي البريطاني «MI5» ومقر الاتصالات الحكومية البريطاني GCHQ تعيين سيدات على رأس الجهاز، كانت آخرهن آن كيست-باتلر في 2023.
عن متريويلي… من هي؟
وُلدت لعائلة ذات جذور من أوروبا الشرقية، واسمها مشتق من الجورجي «ميتريفيلي»، تصف نفسها بـ«المهووسة» بالتكنولوجيا، وقد عبّرت في مقابلة نادرة عام 2022 عن شغفها المبكر بالتشفير، قائلة إنها أرادت أن تصبح جاسوسة منذ طفولتها.أشارت في حديثها أيضاً إلى أن النساء يمتلكن مهارات فريدة في بيئة الاستخبارات، إذ قالت «في لحظة اتخاذ القرار لتجنيد عميل، تكون هناك حسابات كثيرة غير مكتملة، وغالباً ما نكون نحن النساء الأكثر قدرة على إيجاد نقاط الالتقاء».بينما تحاول الأجهزة الأمنية التكيّف مع عالم يتغير بسرعة البرق، تأتي متريويلي في الوقت المناسب: عميلة ميدانية، خَبِرة، ومتمرسة في التكنولوجيا، وفي جعبتها رؤية للربط بين الإنسان والآلة. وبينما تودّع بريطانيا صورة العميل الذكوري التقليدي، تفتح متريويلي الباب أمام حقبة جديدة من العمل الاستخباراتي أكثر تنوعاً، وذكاءً… وربما أكثر جرأة.