صفقة بقيمة 7.4 مليار دولار.. خطوة تاريخية نحو حل أزمة «الأفيونات» في الولايات المتحدة

صفقة بقيمة 7.4 مليار دولار.. خطوة تاريخية نحو حل أزمة «الأفيونات» في الولايات المتحدة

بعد سنوات من المعارك القضائية والمعاناة الإنسانية، باتت شركة الأدوية الأميركية بورديو فارما على مشارف تسوية قانونية ضخمة بقيمة 7.4 مليار دولار، حظيت بدعم واسع من المدعين العامين في 55 ولاية ومنطقة أميركية، ما يعزز فرص تمرير خطة إعادة الهيكلة في محكمة الإفلاس. تُعد الصفقة التي تشمل مساهمة ضخمة من عائلة ساكلر المالكة، من أكبر التسويات في تاريخ الأزمات الصحية في الولايات المتحدة.
تشمل الصفقة مساهمة مالية تُقدّر بنحو 6.5 مليار دولار من عائلة ساكلر، المالكة لبورديو فارما، إلى جانب 900 مليون دولار من الشركة نفسها، لتصل القيمة الإجمالية للتسوية إلى 7.4 مليار دولار. وستُستخدم هذه الأموال في تمويل جهود مكافحة الإدمان، بما يشمل تعويض الأفراد المتضررين، ودعم حكومات الولايات والمناطق المحلية والقبائل الأميركية الأصلية.

بدأت الأزمة مع انتشار وصفات مسكن الألم الشهير «أوكسيكونتين»، الذي طوّرته بورديو فارما وسوّقته بقوة منذ أواخر التسعينيات، ما أسهم في تفشي إدمان الأفيونات بشكل غير مسبوق في أنحاء الولايات المتحدة. ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض الأميركية، توفي أكثر من 850 ألف شخص بسبب الجرعات الزائدة المرتبطة بالأفيونات منذ عام 1999، رغم تراجع طفيف في أعداد الوفيات مؤخراً.تأتي التسوية الحالية بعد رفض المحكمة العليا الأميركية، في يونيو الماضي، لاتفاق سابق كان من شأنه أن يمنح عائلة ساكلر حصانة شاملة من الدعاوى المدنية المتعلقة بالأفيونات، مقابل دفع 6 مليارات دولار فقط.قالت المدعية العامة لولاية نيويورك، ليتيسيا جيمس، التي كانت من أبرز مهندسي الاتفاق «على مدار عقود، فضّلت عائلة ساكلر الأرباح على الأرواح، وكانت لاعباً محورياً في تفاقم هذه الأزمة». وأضافت «رغم أن أي مبلغ مالي لن يعوّض الخسائر، فإن هذه الأموال ستنقذ أرواحاً وستساعد المجتمعات على مواجهة وباء الأفيونات».يُتوقع أن تمهّد التسوية الطريق أمام إنهاء آلاف القضايا القضائية العالقة، وتفتح باباً جديداً للعدالة الصحية والتعافي المجتمعي، لكن تبقى التساؤلات قائمة حول مدى كفاية هذه المبالغ في مواجهة الأضرار الجسيمة التي خلّفتها الأزمة على مدى عقود.بورديو فارما وعائلة ساكلر تقتربان من تسوية قد تُسدل الستار على أحد أكثر فصول الإهمال الصيدلاني دموية في التاريخ الأميركي، ورغم الثمن المالي الباهظ، فإن الثمن الإنساني لا يزال أكبر من أن يُحصى.