تشمل ‘سيناريو الرعب’: 5 سيناريوهات لتأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على سوق الطاقة العالمية

تشمل ‘سيناريو الرعب’: 5 سيناريوهات لتأثير الصراع الإيراني الإسرائيلي على سوق الطاقة العالمية

في قلب الجغرافيا الملتهبة للشرق الأوسط، عاد شبح المواجهة ليخيّم على المنطقة، وهذه المرة تتجاوز التهديدات حدود السياسة إلى صميم أمن الطاقة العالمي، فمع تبادل الضربات بين إيران وإسرائيل، وظهور مؤشرات على احتمال انزلاق الطرفين إلى مواجهة شاملة، يقف العالم أمام سيناريوهات متقلبة قد تعصف بأسواق النفط، وتدفع بالأسعار إلى مستويات تاريخية تهدد النمو الاقتصادي العالمي.
كل السيناريوهات مطروحةتُظهر التقديرات الجديدة لمؤسسة بي أم أي BMI أن خطر توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي بات واقعاً قد يعصف باستقرار المنطقة، ويُحدث موجة تقلبات واسعة في أسواق النفط العالمية، قد تدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

جاءت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عسكرية ونووية في إيران لتقلب الطاولة على أي مسار تهدئة، ردّت طهران بإطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ، ما أطلق العنان لموجة من التكهنات حول شكل الردود المقبلة واحتمالات التدحرج نحو مواجهة أوسع.

السيناريوهات المحتملة وأسعار النفط

تطرح بي أم أي 5 سيناريوهات، يتراوح فيها سعر خام برنت بين 60 و150 دولاراً للبرميل، اعتماداً على شدة التصعيد، وهي:
1. رد إيراني محدود مع انفتاح على صفقة نووية بوساطة أميركية، يُخفض الأسعار إلى 60–65 دولاراً.2. ضعف البرنامج النووي الإيراني دون اتفاق جديد، يُبقي الأسعار بين 60–70 دولاراً.3. حلقة ردود متبادلة مع إسرائيل ثم تهدئة تدريجية، تُبقي الأسعار بين 60–80 دولاراً.4. تصعيد ضد إسرائيل يقود لمواجهة عسكرية مع أميركا، يُصعّد الأسعار إلى 75–100 دولار.5. صدام مباشر شامل بين إيران وأميركا، خاصة مع إغلاق محتمل لمضيق هرمز، قد يدفع الأسعار إلى 100–150 دولاراً.في السيناريو الأكثر خطورة، يتوقع أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولاراً للبرميل إلى خفض النمو العالمي بنسبة 0.23 نقطة مئوية، وزيادة معدل التضخم العالمي بنحو 1.34 نقطة مئوية، أما عند مستويات 75–100 دولار، فقد تتأثر معدلات النمو سلباً بنسبة 0.08 نقطة، مع زيادة في التضخم بنحو 0.49 نقطة.تُرجّح بي أم أي السيناريو الثالث باعتباره الأكثر واقعية حالياً، إذ يُتيح لإيران تقييم خسائرها الاستراتيجية قبل اتخاذ خطوة كبرى، أما التصعيد المباشر مع أميركا، فمصنّف على أنه الأقل احتمالاً نظراً للتكلفة السياسية والعسكرية الضخمة التي قد تترتب عليه.ويُبرز التقرير أن حزب الله لن يتدخل إلا كخيار أخير، نظراً لما يواجهه من ضغوط داخلية ومخاطر وجودية، بينما تبقى مساهمات الحوثيين محدودة التأثير.

هل ستؤدي الحرب إلى عودة الاتفاق النووي؟

تشير السيناريوهات إلى أنه إذا وجدت إيران نفسها غير قادرة على الرد بقوة، فقد تضطر للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية، ما قد يفتح الباب لرفع العقوبات وزيادة صادراتها، وهو ما قد يُدخل ما بين 600 إلى 800 ألف برميل يومياً إضافية إلى السوق العالمية خلال 2025-2026، وبالتالي في حال الوصول لاتفاق نووي جديد، قد تهبط الأسعار إلى نطاق 60-65 دولاراً للبرميل.لكن بي أم أي تعتبر هذا السيناريو الأقل احتمالاً حالياً، إذ ترى أن أي عودة سريعة إلى التفاوض ستُضعف من صورة النظام الإيراني داخلياً وخارجياً.باختصار، كل الطرق تقود إلى مزيد من عدم اليقين في المنطقة، مع احتمالات تصعيد قد لا تتوقف عند حدود إيران وإسرائيل، وفي ما يحبس المستثمرون أنفاسهم، تترقب الأسواق أي بادرة تهدئة أو شرارة اشتعال جديدة، ما يجعل النفط مرآة حساسة لتقلبات السياسة والميدان في الشرق الأوسط.