«فيتش»: النزاع بين إيران وإسرائيل يشكل خطرًا على التصنيفات الائتمانية لدول معينة في المنطقة

«فيتش»: النزاع بين إيران وإسرائيل يشكل خطرًا على التصنيفات الائتمانية لدول معينة في المنطقة

حذرت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني من أن النزاع العسكري القائم بين إيران وإسرائيل قد أدى إلى ارتفاع المخاطر الجيوسياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن التصعيد أو اتساع رقعة العنف قد يؤثر سلباً على التصنيفات الائتمانية لبعض الدول السيادية في المنطقة.
وتفترض الوكالة أن القتال سيظل محصوراً بين إسرائيل وإيران ولن يستمر لأكثر من بضعة أسابيع، وأشارت إلى أن إسرائيل تمتلك أنظمة دفاعية قوية، وأن الضربات الإيرانية حتى الآن لم تُحدث أثراً اقتصادياً كبيراً، كما رجّحت أن قدرة إيران على الرد عبر وكلائها في غزة ولبنان قد تضررت نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، ما يدعم التوقعات بأن الرد الإيراني لن يكون واسع النطاق بما يهدد التصنيف الائتماني لإسرائيل.

وقد تستفيد الدول النفطية في المنطقة من ارتفاع أسعار النفط من خلال زيادة الإيرادات المالية والخارجية، خاصة في حال رفعت إنتاجها لتعويض انخفاض الصادرات الإيرانية.وأشارت الوكالة إلى أن التأثيرات على التصنيفات الائتمانية ستعتمد على تطورات النزاع، سواء ظل محصوراً بين إيران وإسرائيل أو اتسع نطاقه. ورغم إدانة دول مجلس التعاون الخليجي للهجوم الإسرائيلي على إيران، فإن «فيتش» ترى أن العلاقات بين طهران ودول المجلس ما تزال جيدة نسبياً، ما يجعل من غير المرجح أن تستهدف إيران أراضي تلك الدول.ولفت التقرير إلى أن بعض دول الخليج مثل الكويت وقطر والسعودية والإمارات تتمتع بقدرات مالية كبيرة تخفف من أثر أي تصعيد أمني.وفي سياق موازٍ، حذّرت «فيتش» من إمكانية تصعيد جماعة الحوثي في اليمن لهجماتها دعماً لإيران، ما قد يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في حركة الملاحة الإقليمية، بما في ذلك قناة السويس، التي لم تتعافَ بعد من التوترات السابقة، وقد يؤثر ذلك سلباً على إيرادات مصر، كما أن تراجع حركة الطيران والسياحة في المنطقة قد يُضعف العائدات الخارجية لبعض الدول، مثل الأردن، الذي قد يشهد تراجعاً في عدد السياح الأوروبيين، ما يضر النمو الاقتصادي والإيرادات العامة.ورغم هذه التحديات، ترى «فيتش» أن المخاطر تبقى ضمن النطاق المتوقع في السيناريو الأساسي، ولا يُتوقع أن تؤدي إلى تغييرات في التصنيفات.لكنها حذّرت من أن إيران قد تُقدم على ردود أكثر تصعيداً، بما في ذلك استهداف مصالح أميركية أو قواعد داخل دول مجلس التعاون، وهو ما لا يمكن استبعاده بالكامل.وفي السيناريوهات الأكثر حدة، مثل توسع كبير في النزاع أو تعطيل الملاحة في مضيق هرمز –وهما أمران لا يدخلان في التوقعات الحالية للوكالة– فقد تشهد أسعار النفط ارتفاعاً مستداماً، مع انعكاسات سلبية أوسع على التصنيفات السيادية في المنطقة، تفوق الفوائد المحتملة من ارتفاع أسعار النفط، ومع ذلك، تعتبر «فيتش» هذه السيناريوهات غير مرجحة.