اليوم العالمي لمواجهة التصحر 2025: إعادة تأهيل الأراضي واستعادة النظم البيئية

اليوم العالمي لمواجهة التصحر 2025: إعادة تأهيل الأراضي واستعادة النظم البيئية

في ظل تفاقم التحديات البيئية، يأتي اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف 2025 ليُذكّر العالم بأهمية استصلاح الأراضي واستعادة النظم البيئية.وقد تم تحديد التصحر، إلى جانب تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، باعتبارها التحديات الأعظم التي تواجه التنمية المستدامة خلال قمة الأرض في ريو عام 1992.

ما هو اليوم العالمي لمكافحة التصحر؟

يُصادف اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف 17 يونيو من كل عام، وهو مناسبة دولية أطلقتها الأمم المتحدة منذ عام 1994، لرفع الوعي حول أخطار تدهور الأراضي والجفاف، وتشجيع الحكومات والمجتمعات على اتخاذ خطوات فعالة نحو الاستخدام المستدام للأراضي.
ولا يقتصر استصلاح الأراضي المتدهورة على إنقاذ النظم البيئية، بل يُسهم أيضاً في خلق فرص اقتصادية جديدة، وتوفير وظائف، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، وبناء مجتمعات أكثر مرونة في مواجهة التغيرات المناخية والتحديات الاقتصادية.

شعار اليوم العالمي لمكافحة التصحر 2025

يحمل اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لعام 2025 شعاراً طموحاً: «استصلاح الأرض.. واغتنام الفرص»، وهو دعوة عالمية للتعامل مع تدهور الأراضي باعتباره تحدياً بيئياً واقتصادياً في آن واحد، حيث تُشكّل الأراضي السليمة أساساً لازدهار الاقتصادات، ويعتمد أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي على الطبيعة.ويفقد العالم سنوياً نحو مليون كيلومتر مربع من الأراضي المنتجة، أي ما يعادل مساحة مصر، بسبب التدهور البيئي والاستغلال الجائر.وتسعى الجهود الدولية لاستعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي خلال هذا العقد، وقد تم التعهد حتى الآن بمليار هكتار ضمن مبادرات أممية.

فوائد استصلاح الأراضي

كل دولار يُستثمر في استصلاح الأراضي المتدهورة يُحقق عائداً اقتصادياً يتراوح بين 7 و30 دولاراً.ومع ذلك، تظل الاستثمارات الحالية غير كافية، إذ يحتاج العالم إلى نحو مليار دولار يومياً حتى عام 2030 لمواجهة التصحر.ومع مساهمة القطاع الخاص بنسبة لا تتجاوز 6 في المئة، تزداد الحاجة إلى تعزيز الشراكات وتوسيع التمويل المستدام، لضمان استعادة النظم البيئية وتحقيق الأمن الغذائي والمائي للأجيال القادمة.

رسالة الأمم المتحدة 2025

في رسالته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف 2025، شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن ما هو جيد للأرض هو جيد للناس والاقتصادات، محذراً من أن البشرية تواصل التسبب في تدهور الأراضي بمعدل مقلق، يكلف الاقتصاد العالمي قرابة 880 مليار دولار سنوياً.وأشار إلى أن موجات الجفاف والنزوح وانعدام الأمن الغذائي بلغت مستويات غير مسبوقة، ما يجعل من إصلاح الضرر البيئي ضرورة ملحّة وليست خياراً.ولفت إلى أن استصلاح الأراضي المتدهورة يوفر فوائد كبيرة، منها خفض الفقر، وخلق الوظائف، وتأمين الغذاء والمياه، وتحسين دخل وحقوق المزارعين والنساء.ودعا الأمين العام الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات إلى تسريع الجهود والوفاء بالالتزامات البيئية، وتوفير التمويل اللازم، خاصة من خلال تحفيز الاستثمارات الخاصة في مشاريع الاستصلاح.واختتم برسالة واضحة: «فلنتحرك الآن، من أجل الأرض والناس، ولتحقيق مستقبل أكثر استدامة وعدلاً للجميع».

أهمية مكافحة التصحر وتأثيره على البيئة والمناخ

يُعد التصحر وتدهور الأراضي من أخطر التحديات البيئية التي يواجهها العالم اليوم، إذ يؤثران على أكثر من 40 في المئة من مساحة اليابسة عالمياً، ويُهددان حياة نحو 3 مليارات شخص، مع فقدان ما يُعادل أربعة ملاعب كرة قدم كل دقيقة نتيجة التدهور المستمر للأراضي.وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يسهم التصحر في فقدان التنوع البيولوجي وارتفاع مخاطر الجفاف، ويُفاقم التغير المناخي عبر إطلاق الكربون وزيادة حرارة الأرض.كما يُؤثر سلباً على الأمن الغذائي والمائي، ويدفع الملايين إلى النزوح والهجرة القسرية من مناطق لم تعد صالحة للعيش أو الزراعة.

الدول المشاركة والجهود الدولية

تستضيف كولومبيا فعاليات اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لعام 2025، مع تركيز خاص على ربط استعادة الأراضي المتدهورة بتحقيق العدالة الاجتماعية.وقد قدمت دول مثل المغرب والصين والإمارات نماذج ناجحة في مكافحة التصحر من خلال التخطيط طويل الأمد، واستصلاح الأراضي، وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية.وتعمل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بالتعاون مع أكثر من 100 دولة ضمن أهداف الاستدامة البيئية ومكافحة التغير المناخي.