«فولفو» و«دايملر» تتعاونان لإنشاء مشروع مشترك لتطوير منصة برمجية موحدة للشاحنات.

«فولفو» و«دايملر» تتعاونان لإنشاء مشروع مشترك لتطوير منصة برمجية موحدة للشاحنات.

أعلنت شركتا «فولفو غروب» السويدية و«دايملر تراك» الألمانية عن تأسيس مشروع مشترك جديد لتطوير منصة برمجية موحّدة للشاحنات، في محاولة لفك الارتباط التدريجي مع الموردين التقليديين، وخلق معيار صناعي جديد في عالم المركبات الثقيلة.
تأتي الخطوة الجديدة وسط سباق عالمي بين شركات تصنيع السيارات والشاحنات لتقليل التكاليف، وتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا في ظل ضغوط بيئية وتشغيلية متزايدة. لكن العامل الأهم في هذه الخطوة هو السعي لفك الارتباط الجزئي مع الموردين، إذ إن برمجيات الشاحنات حالياً مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمكوّنات الهاردوير التي تُنتج غالباً خارج الشركات.

أوضحت الرئيسة التنفيذية لشركة دايملر تراك، كارين رادستروم، أن الهدف هو الانتقال من نموذج الاعتماد الكثيف على الموردين، الذي يتسبب في ارتفاع التكلفة وتأخير التسليم، إلى مرحلة جديدة أكثر تحكماً في دورة التطوير والتشغيل، وأضافت أن المشروع يطمح إلى وضع «معيار صناعي» جديد في هذا المجال.ومن المقرر أن يبدأ المشروع، الذي يتخذ من مدينة غوتنبرغ السويدية مقراً له، بعدد أولي 50 موظفاً، على أن يتم تسليم أولى منصات الاتصال الذكية في عام 2027، مع توسيع نطاق التسليم بحلول نهاية العقد. شدّد أحد قدامى مسؤولي فولفو الذي تولّى منصب الرئيس التنفيذي لكورتورا، جوهان لوندن، على أن البرمجيات لم تعد مجرّد أداة تشغيل، بل أصبحت العنصر الجوهري للتحكم، والإنتاجية، والسلامة، والاستدامة في قطاع المركبات.ورغم أن فولفو ودايملر تُعتبران من أبرز المنافسين في السوق، فإن الشركتين تتعاونان في عدد من المجالات منذ سنوات، أبرزها تطوير البنية التحتية للشحن، ومشروعات خلايا الوقود الهيدروجينية.هذا التحالف الجديد بين عملاقين في الصناعة لا يعكس فقط تغيّراً استراتيجياً في أولويات شركات الشاحنات، بل يُعيد رسم خريطة الابتكار الصناعي في أوروبا. وبينما تتجه صناعة المركبات نحو الذكاء والتشغيل البرمجي، قد يُشكّل مشروع «Coretura» نقطة تحوّل في بناء بيئة أكثر استقلالية وكفاءة تقنياً ومالياً.