أرباح قياسية لـ«غولدمان ساكس» في الربع الأول 2025

شهدت الأسواق المالية الأميركية خلال الأشهر الماضية موجة من التقلبات العنيفة، نتيجة تصاعد المخاوف من الركود وارتفاع التضخم بفعل الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، هذا الواقع وضع البنوك الكبرى أمام اختبار حقيقي، وسط تراجع أنشطة الطروحات والاستحواذات، مقابل نشاط مكثّف في التداولات والتحوّط.
وارتفعت أرباح البنك بنسبة 15 في المئة لتصل إلى 4.74 مليارات دولار، أو 14.12 دولاراً للسهم، متخطية توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 12.35 دولاراً، وفقاً لبيانات مجموعة بورصة لندن، ونتيجة لذلك، ارتفع سهم «غولدمان ساكس» بنسبة 1 في المئة ليغلق عند 499.26 دولار.
في المقابل، استفاد البنك من تقلبات الأسواق التي دفعت المستثمرين إلى إعادة ترتيب محافظهم الاستثمارية، ما رفع إيرادات تداول الأسهم بنسبة 27 في المئة لتصل إلى 4.2 مليارات دولار، وهو مستوى قياسي، كما نمت إيرادات تداول أدوات الدخل الثابت والعملات والسلع بنسبة 2 في المئة لتسجل 4.4 مليارات دولار.وقال سولومون «إن حجم المحادثات مع العملاء لا يزال مرتفعاً، وسجلنا زيادة في حجم الصفقات المحتملة للربع الرابع على التوالي»، لكنه أقرّ بأن «القدرة على تنفيذ تلك الصفقات ستظل رهناً بظروف السوق».أما وحدة إدارة الأصول والثروات التي تُعد مصدر دخل مستقراً نسبياً، فسجلت تراجعاً بنسبة 3 في المئة إلى 3.68 مليارات دولار، نتيجة خسائر في استثمارات الأسهم والدين، رغم ارتفاع الأصول تحت الإشراف إلى مستوى قياسي بلغ 3.17 تريليونات دولار.من جهة أخرى، أشار البنك إلى أنه قد يتكبّد رسوم فصل بقيمة 150 مليون دولار في الربع الثاني، في إطار مراجعة أداء الموظفين، وذلك بعد إضافة 100 موظف فقط خلال الربع الأول. وكشف المدير المالي دينيس كولمان أن البنك خصّص 287 مليون دولار كمخصصات لخسائر الائتمان، مقارنة بـ318 مليون دولار العام الماضي، معظمها مرتبط بمحفظة بطاقات الائتمان، لا سيما الشراكة المثيرة للجدل مع «أبل»، التي قد تنتهي قبل عام 2030.وفي خضم هذه النتائج، أعلنت الشركة عن برنامج إعادة شراء أسهم بقيمة 40 مليار دولار، ما يُعد محاولة لدعم سعر السهم الذي انخفض بنسبة 12 في المئة منذ إعلان الرسوم الجمركية الجديدة، مقارنة بتراجع 4 في المئة و9 في المئة لكل من «جي بي مورغان» و«مورغان ستانلي» على التوالي.وتزامن هذا الإعلان مع جدل واسع حول المكافآت الضخمة التي حصل عليها كل من سولومون ورئيس العمليات جون والدرون، إذ نال كل منهما حزمة أسهم بقيمة 80 مليون دولار لضمان استمرارهما في القيادة. لكن مستشاري التصويت مثل «أي أس أس» و«غلاس لويس» دعوا المستثمرين لرفض تلك الحوافز خلال الاجتماع السنوي المزمع في 23 أبريل نيسان، وسط مخاوف من فقدان الكفاءات بعد موجة استقالات شهدتها الإدارة العليا للبنك.(رويترز)