ترامب يُطيح بـ3 مليارات دولار من الزراعة الذكية مناخياً

أعلنت وزارة الزراعة الأميركية، يوم الاثنين، إلغاء برنامج ضخم بقيمة 3 مليارات دولار يهدف لدعم الزراعة الذكية مناخياً، بعد مراجعة اعتبرت أنّ البرنامج لا يتماشى مع أولويات الإدارة الحالية.
كانت المبادرة تهدف إلى تحسين صحة التربة، وتخزين الكربون، وتقليل انبعاثات الميثان، وتشجيع ممارسات زراعية صديقة للبيئة، ضمن حزمة أوسع من خطط الإدارة السابقة التي خصصت نحو 20 مليار دولار لمشروعات تقليص الانبعاثات.
ورغم الإلغاء، أشارت الوزارة إلى أن بعض المشروعات قد يُسمح لها بالاستمرار أو التقدّم من جديد في نسخة «مُعدّلة» من البرنامج، شريطة أن تُثبت أن 65 في المئة على الأقل من التمويل يُمنح مباشرةً للمزارعين، وأن يكون قد تمّ صرف دفعة لمزارع فعلياً بحلول 31 ديسمبر كانون الأول 2024.إلغاء هذا البرنامج ليس مجرد قرار إداري تقني، بل يعكس توجهاً اقتصادياً-سياسياً أكثر اتساعاً، ففي الوقت الذي تشهد فيه الأسواق العالمية تحوّلاً نحو الاقتصاد الأخضر والممارسات الزراعية المستدامة، تعود إدارة ترامب إلى نهج أقرب إلى حماية الصناعات التقليدية وتقليص تدخل الدولة في السياسات المناخية.وبينما يرى البعض أن الإنفاق على «الزراعة الذكية» ضروري على المدى الطويل لضمان أمن غذائي مستدام وتخفيف آثار تغيّر المناخ، يرى آخرون أن سوء توزيع التمويل، خصوصاً إنْ ذهب الجزء الأكبر للإداريين لا للمزارعين، يُفقد مثل هذه البرامج جدواها الفعلية. يطرح قرار الإلغاء تساؤلات حول مصير السياسات المناخية في أميركا، خاصة في ظل احتمال عودة ترامب للرئاسة، فهل تتراجع واشنطن فعلاً عن موقعها كلاعب رئيسي في معركة المناخ؟ وهل ستتأثر استثمارات القطاع الخاص في الزراعة المستدامة بعد هذا القرار؟الأكيد أنّ الرسالة وصلت: سياسات بايدن المناخية لن تمر بسهولة تحت إدارة ترامب، لا في الزراعة ولا في غيرها.(رويترز)